إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > الفقه > تذكير المستسقي باتفاق العلماء أنْ يقلب الرداء عن قيام إنْ كان إمامًا وعن جلوس إنْ كان مأمومًا

تذكير المستسقي باتفاق العلماء أنْ يقلب الرداء عن قيام إنْ كان إمامًا وعن جلوس إنْ كان مأمومًا

  • 1 سبتمبر 2014
  • 1٬517
  • إدارة الموقع

تذكير المستسقي باتفاق العلماء أنْ يقلب الرداء عن قيام إنْ كان إمامًا وعن جلوس إنْ كان مأمومًا 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.

وبعد أيها الكرام الأمجاد ـ قواكم الله وأعانكم على ذِكره وشكره وحُسن عبادته ـ:

فهذا جزء مختصر عن:

“قلب الرداء في الاستسقاء عند مَن يَرى مشروعيته، وأنَّ الإمام يفعله وهو قائم، والمأموم يفعله وهو جالس”.

وأسأل الله  ـ عزَّ وجلَّ ـ لي ولكم بِه النفع الأجر، وزيادة العلم، إنَّه سميع مجيب.

ودونكم – سدَّدكم الله – أسماء وكلام مَن وقفت على نقله مِن الفقهاء لعدم الخلاف في هذه المسألة مع مصدره:

أولًا: قال الحافظ ابن عبد البَرِّ المالكي ـ رحمه الله ـ في كتابيه “الاستذكار” (7/ 139) و “التمهيد” (17/ 175):

ولا أعلم خلافًا أنَّ الإمام يُحوِّل رداءه وهو قائم، ويُحوِّل الناس وهُم جلوس.اهـ

ثانيًا: قال القاضي عياض المالكي ـ رحمه الله ـ في كتابه “إكمال المعلم بفوائد مسلم” (3/ 315):

فقال مالك مرَّة: إذا فرغ استقبل القبلة قائما فحوَّل رداءه، ويُحوِّل الناس وهُم جلوس، ثم يدعو كما هو قائمًا، ويدعو الناس وهم جلوس ..، ولا خلاف في تحويل الإمام وهو قائم، ويحول الناس وهُم جلوس.اهـ

ثالثًا: قال الفقيه ابن رشد المالكي ـ رحمه الله ـ في كتابه “بداية المجتهد ونهاية المقتصد” (1/ 503):

وكلهم يقول: إنَّه إذا حول الإمام رداءه قائمًا، حوَّل الناس أرديتهم جلوسًا.اهـ

رابعًا: قال الفقيه الباجي المالكي ـ رحمه الله ـ في كتابه “المنتقى شرح الموطأ” (1/ 457):

ولا نعلم أحدًا قال يُحوِّل الناس أرديتهم قيامًا.اهـ

خامساً: قال الفقيه ابن العطار الشافعي ـ رحمه الله ـ في كتابه “العدة في شرح العمدة” (1 /741) وابن الملقن الشافعي ـ رحمه ـ في كتابه “الإعلام بفوائد عمدة الأحكام” (4 /321- 32):

ولا خلاف في تحويل الإمام وهو قائم، والذين قالوا بتحويل الناس قالوا: يفعلونه وهُم جلوس.

وكذلك نصَّ الشافعي في “مختصر البُويطي”: على أنَّ الإمام يدعو وهو قائم، وأنَّ الناس لا يقومون بل يكونون جلوسًا.اهـ

تنبيه:

عدم الخلاف المنقول في هذه المسألة ليس المراد بِه الخلاف بين جميع العلماء، بل بين مَن يرى مشروعية قلب المأموم رداءه، وهم جماهير أهل العلم.

ويدُل على ذلك هذه الأمور:

الأوَّل: أنَّ مَن نقل عدم الخلاف ذَكره قبل أو بعد قول مَن لا يَرى تقليب المأموم لردائه.

الثاني: قول الفقيهين ابن العطار وابن الملقن ـ رحمهما الله ـ:

والذين قالوا بتحويل الناس قالوا: “يفعلونه وهُم جلوس”.اهـ

الثالث: أنَّ أبا حنيفة ـ رحمه الله ـ لا يَرى تقليب الرداء لا للإمام، ولا المأموم، لأنَّه يَرى أنَّ الاستسقاء لا صلاة له.

وكتبه:

عبد القادر بن محمد الجنيد.