إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > الحديث > مقال بعنوان: ” جزء فيه ذكر مَن نصَّ على ثبوت حديث افتراق الأمَّة إلى ثلاث وسبعين فرقة “.

مقال بعنوان: ” جزء فيه ذكر مَن نصَّ على ثبوت حديث افتراق الأمَّة إلى ثلاث وسبعين فرقة “.

  • 20 أغسطس 2014
  • 3٬448
  • إدارة الموقع

جزء فيه ذِكر مَن نصَّ على ثبوت حديث افتراق الأمَّة إلى ثلاث وسبعين فِرقة

الحمد لله الوليِّ الحميد، الغفور الودود، والصلاة والسلام على رسوله المبعوث رحمة لسائر العبيد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الوعد والوعيد.

أما بعد:

فقد أخرج ابن ماجه ــ رحمه الله ــ في “سننه” (3993) عن أنس بن مالك ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ، إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ: الْجَمَاعَة )).

وسوف يكون الكلام عن هذا الحديث في أربع وقفات:

الوقفة الأولى / عن تخريجه.

هذا الحديث قد أخرجه على اختلاف رواته مِن الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ، واختلاف ألفاظه:

أحمد (12208 و 16937 و 12479 و 8396)، وأبو داود (4596)، والترمذي (2640و2641)، وابن ماجه (3993 و 3992 و 3991)، وابن أبي عاصم في “السنة” (2 و 64 و 65 و 69 و 71 و 45 و 63 و 70)، وعبد الرزاق (18674)، وابن أبي شيبة (37892 )، والبزَّار (2755 و 6214)، والحارث بن أبي أسامة كما في “بُغية الباحث” (706 )، والمروزي في “السُّنة” (51  و 53  و 54  و 55 و 56 و 57 و 58 و 60 و 61)، وأبو يعلى (3938  و 4127 و 3944 و 5910 و 6117 و 5978 و 3938)، وعبد بن حميد في “المُنتخب” (148)، والحاكم (444 و 443 و 445 و 441 و 10و442 و 3790 و 6325 و 8325)، وابن حبَّان (6247 و 6731)، والطبراني في “الأوسط” (7202 و 7840 ) وفي “الكبير” (8035 و 8053 و 8054 و 62 و 3 و 885 و 91  و 129)، والفسوي في “المعرفة والتاريخ ” (3 / 387-388 و 2/ 381-382)، والشاشي في “مسنده” (772 )، والآجري في “الشريعة” (23  و 24  و 26 و 27 و 28 و 21 و 23 و 772 و 111 و 1860) وابن المقرئ في “معجمه” (411)، وابن بطة في “الإبانة الكبرى” (264 و 411 و 263 و 265 و 267 و 268 و 271 و 736 و 266 و 270 و 275) واللالكائي في “شرح أصول الاعتقاد” (146 و 147 و 145 و 148 و 150 و 152 و 149)، وابن وضاح في “البدع والنهي عنها” (250)، والبيهقي (20901 و 16783)، والخطيب البغدادي في “شرف أصحاب الحديث” (ص:24)، وفي “تاريخ بغداد” (15/ 419)، وبحشل في “تاريخ واسط” (1 / 196 و 235)، وغيرهم.

ومِمَّن رواه مِن الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ:

أبوهريرة، وأنس بن مالك، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وسعد بن أبي وقاص، وعوف بن مالك الأشجعي، وعمرو بن عوف المُزني، وأبو أُمُامة، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن عبد الله، وأبو الدرداء، وواثله بن الأسقع، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عباس.

وبعض طُرقه ثابتة، وبعضها ضعيفة.

وقد قال عبد القاهر البغدادي ــ رحمه الله ــ في كتابه “الفَرْق بين الفِرَق وبيان الفِرقة الناجية”(ص:5):

للحديث الوارد في افتراق الأمة أسانيد كثيرة، وقد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة مِن الصحابة.اهـ

الوقفة الثانية / عن درجته، ومَن نصَّ مِن العلماء على ثبوته.

هذا الحديث حديث ثابت صحيح.

بل نُقل عن جلال  الدِّين السيوطي الشافعي ــ رحمه الله ــ: أنَّه متواتر.

فقال عبد الرءوف المُناوي المصري الشافعي ــ رحمه الله ــ في كتابه “فيض القدير شرح الجامع الصغير” (1223):

وعدَّه المؤلف مِن المتواتر.اهـ

وذكَره الكتاني ــ رحمه الله ــ في كتابه “نظم المتناثر مِن الحديث المتواتر” (18).

وقال يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد ــ رحمه الله ــ في كتابه “المسالك في ذِكر النَّاجي مِن الفِرق والهالك” (ص:181):

وقد تعدَّدت الطُّرق في هذا الحديث حتى بلغت حدَّ التواتر.اهـ

وقد نصَّ على ثبوته جمع عديد مِن أهل العلم، فدونكم ــ هُديِتم إلى الرُّشد ــ الأسماء، والمصادر، ونصَّ الكلام:

1 ــ قال أبو عيسى الترمذي ــ رحمه الله ــ في “سُننه” (2640 ):

حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.اهـ

وقال أيضًا (2641) عن حديث عبد الله بن عمرو ــ رضي الله عنهما ــ:

هذا حديث حسن مفسَّر، لا نعرفه مثل هذا إلا مِن هذا الوجه.اهـ

وقال المباركفوري ــ رحمه الله ــ في كتابه “تُحفة الأحوذي” (2 / 334 ــ ــ رقم:2779):

فتحسين الترمذي له لاعتضاده بحديث الباب.اهـ

2 ــ صححه أبو حاتم ابن حِبَّان البُستي ــ رحمه الله ــ في “صحيحه” (6247 و 6731) مِن حديث أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ.

وقال جلال الدِّين السيوطي ــ رحمه الله ــ في كتابه “الدُّرر المنتثرة” (484):

حديث: (( تفترق الأمة على ثلاث وسبعين فِرقة )) أخرجه أبو داود، والترمذي، والحاكم، وابن حِبَّان، والبيهقي، وصححوه مِن حديث أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ، وغيره.اهـ

3 ــ قال أبو عبد الله الحاكم ــ رحمه الله ــ في كتابه “المستدرك” (443) بعد أنْ أسنده مِن حديث أبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان ــ رضي الله عنهم ــ:

هذه أسانيد تُقام بها الحُجَّة في تصحيح هذا الحديث.اهـ

ووافقه الذهبي ــ رحمه الله ــ.

وقال أيضًا (441) بعد حديث أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ:

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرِّجاه، وله شواهد.اهـ

ووافقه الذهبي ــ رحمه الله ــ.

4 ــ قال أبو القاسم هبة الله الطَّبري اللالكائي ــ رحمه الله ــ في كتابه ” شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة” (1/ 111 ــ رقم:147):

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 111)

حديث ثابت: (( إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَيَزِيدُونَ عَلَيْهَا مِلَّةً )).

قال في حديث ثابت: (( وَأُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً, كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هِيَ )).

وفي حديث ثابت: (( فَقِيلَ لَهُ: مَنِ الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي )).

وفي حديث ثابت: (( مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي )).اهـ

5 ــ قال أبو عبد الله الجوزقاني ــ رحمه الله ــ في كتابه “الأباطيل والمناكير والصِّحاح والمشاهير” (283) حين ساقه مِن حديث أنس بن مالك ــ رضي الله عنه ــ:

هذا حديث عزيز حسن مشهور، رواته كلهم ثقات أثبات كأنهم بُدور وأقمار.اهـ

6 ــ قال الحسين بن مسعود البغوي ــ رحمه الله ــ في كتابه “شرح السنة” (1 /213):

وثبت عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنَّ بني إسرائيل تفرَّقت … )).اهـ

7 ــ أخرجه الضياء المقدسي ــ رحمه الله ــ في كتابه “الأحاديث المختارة ممَّا لم يخرِّجه البخاري ومسلم في صحيحيهما” (16783 و 2497 و 2498 و 2499 و 2500).

8 ــ قال أبو بكر ابن العربي المعافري ــ رحمه الله ــ في كتابه “أحكام القرآن” (3 /432):

وثبت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى … )).اهـ

9 ــ قال أبو إسحاق الشاطبي الغرناطي ــ رحمه الله ــ في كتابه “الاعتصام” (2 /698):

صحَّ مِن حديث أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ.اهـ

10 ــ صححه عبد الحق الإشبيلي ــ رحمه الله ــ في كتابه “الأحكام الشرعية الصغرى” (1 /96).

فقد ذكره فيها مِن حديث معاوية بن أبي سفيان ــ رضي الله عنهما ــ.

وقد قال ــ رحمه الله ــ في المقدِّمة عن أحاديث كتابه هذا:

وتخيَّرتها صحيحة الإسناد معروفة عند النُّقاد، قد نقلها الأثبات، وتداولها الثقات.اهـ

11 ــ قال ابن تيمية الحرَّني ــ رحمه الله ــ كما في “مجموع الفتاوى” (3 /345):

الحديث صحيح مشهور في “السُّنن” و “المسانيد”.اهـ

وقال ــ رحمه الله ــ في كتابه “اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم” (1/ 137) عن حديث معاوية بن أبي سفيان ــ رضي الله عنهما ــ:

هذا حديث محفوظ.اهـ

وقال أيضًا (1 /135):

وهذا الافتراق مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم مِن حديث أبي هريرة، وسعد، ومعاوية، وعمرو بن عوف، وغيرهم.اهـ

12 ــ قال أبو الفداء إسماعيل ابن كثير ــ رحمه الله ــ في “تفسيره” (4/ 361):

كما جاء في الحديث المَروِيِّ في “المسانيد” و “السُّنن” مِن طرق يَشدّ بعضها بعضًا: (( إِنَّ الْيَهُودَ افترقت … )).اهـ

وقال ــ رحمه الله ــ في كتابه “البداية والنهاية ” (19/37) عن حديث أنس بن مالكــ رضي الله عنه ــ:

وهذا إسناد جيد قوي على شرط الصحيح، تفرَّد به ابن ماجه.اهـ

وقال أيضًا (19/36) عن حديث عوف بن مالك ــ رضي الله عنه ــ:

وإسناده لا بأس به أيضًا.اهـ

وقال أيضًا (19/38) عن حديث معاوية بن أبي سفيان ــ رضي الله عنهما ــ:

تفرَّد به أبو داود، وإسناده حسن.اهـ

13 ــ قال شمس الدِّين الذَّهبي ــ رحمه الله ــ في “تلخيصه على المستدرك” (443) عقب حديث أبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان ــ رضي الله عنهم ــ موافقًا للحاكم في تصحيحه:

هذه أسانيد تقوم بها الحُجَّة.اهـ

وقال أيضًا (441) عند حديث أبي هريرة ــ رضي الله عنهما ــ موافقًا للحاكم في تصحيحه:

على شرط مسلم.اهـ

14 ــ قال زين الدِّين العراقي ــ رحمه الله ــ في كتابه “المغني عن حل الأسفار” (1/ 885 ــ رقم:3240):

الترمذي مِن حديث عبد الله بن عمرو، وحسَّنه: (( تفترق أمتي … )).

ولأبي داود مِن حديث معاوية، وابن ماجه مِن حديث أنس، وعوف بن مالك: (( وهي الجماعة )) وأسانيدها جياد.اهـ

وقال عبد الرءوف المُناوي ــ رحمه الله ــ في كتابه “فيض القدير” (1223):

وكذا الحاكم والبيهقي عن أبي هريرة، قال الزَّين العراقي: أسانيده جياد.اهـ

15 ــ قال شرف الدِّين الطيبي ــ رحمه الله ــ في كتابه “الكاشف عن حقائق السنن” (1/ 370 ــ رقم:171-172):

والرواية الصَّحيحة في “سنن أبي داود”: (( وإنَّ هذه الأمة ستفترق … )).

16 ــ قال ابن حجر العسقلاني ــ رحمه الله ــ في كتابه “الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف” (ص:63 ــ  رقم:17):

وعن معاوية: أخرجه أبو داود، وأحمد، والحاكم، وإسناده حسن.اهـ

17 ــ قال أبو العباس شهاب الدِّين البوصيري الكناني ــ رحمه الله ــ في كتابه “مصباح الزجاجة” (1412) عقب حديث أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ:

هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.اهـ

18 ــ قال شمس الدِّين السَّخاوي ــ رحمه الله ــ كما في “الأجوبة المرضية فيما سُئل السخاوي عنه مِن الأحاديث النبوية” (2/ 569) عن حديث أنس ــ رضي الله عنه ــ عند ابن ماجه:

ورجاله رجال الصحيح.اهـ

وقال أيضًا (2 /572) عن حديث عوف بن مالك ــ رضي الله عنه ــ عند ابن ماجه:

ورجاله موثقون.اهـ

وقال أيضًا (2 /574) عن حديث أبي أُمَامة ــ رضي الله عنه ــ عند الطبراني:

ورواته موثقون.اهـ

وقال محمد بن علي الشوكاني ــ رحمه الله ــ في كتابه “الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة” (78) نقلًا عن السخاوي ــ رحمه الله ــ:

قال في “المقاصد”: حسن صحيح.اهـ

والذي وجدته في المطبوع مِن “المقاصد الحَسنة” (340):

أبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح.اهـ

وقال محمد ناصر الدِّين الألباني ــ رحمه الله ــ في كتابه “سلسلة الأحاديث الصحيحة” (203):

وممَّن وقع في هذا التقليد مع أنَّه كثير التنديد به العلامة الشوكاني، فإنَّه أورده في “الفوائد المجموعة” بهذه الزيادة، وقال (502): “قال في “المقاصد”: حسن صحيح، ورُوي عن أبي هريرة، وسعد، وابن عمر، وأنس، وجابر، وغيرهم”.

وهذا مِنه تلخيص لكلام “المقاصد”، وإلا فليس هذا لفظه، ولا قال: حسن صحيح، وإنَّما هو قول الترمذي كما تقدم، وقد نَقله السَّخاوي عنه وأقرَّه، ولذلك استساغ الشوكاني جعله مِن كلامه، وهو جائز لا غبار عليه.اهـ

19 ــ قال جلال الدِّين السيوطي ــ رحمه الله ــ في كتابه “الجامع الصغير” (1223):

عن أبي هريرة، ( صحَّ ).اهـ

وقال ابن الأمير الصنعاني ــ رحمه الله ــ في كتابه “التنوير شرح الجامع الصغير” (1218):

رمز المصنِّف لصحَّته.اهـ

وقال عبد الرءوف المُناوي ــ رحمه الله ــ في كتابه “فيض القدير شرح الجامع الصغير” (1223):

وعده المؤلف ــ يعني: السيوطي ــ مِن المتواتر.اهـ

20 ــ قال عبد الرءوف المُناوي المصري ــ رحمه الله ــ في كتابه “التيسير بشرح الجامع الصغير” (1 /179):

عن أبي هريرة بأسانيد جيدة.اهـ

21 ــ قال صالح بن مهدي المقبلي ــ رحمه الله ــ في كتابه “العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ” (ص: 512):

حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فِرقة رواياته كثيرة يَشدُّ بعضها بعضًا بحيث لا يبقى رِيبة في حاصل معناها.اهـ

22 ــ قال محمد ابن الأمير الصنعاني ــ رحمه الله ــ في كتابه “حديث افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة” (ص:94-95):

وهذا كله توفيق بين الأحاديث مبني على صحِّة قوله: (( كلها هالكة إلا فِرقة ))، ولا شك  أنَّه ثبت في كتب السُّنة كما سمعته.اهـ

23 ــ العلقمي ــ رحمه الله ــ.

فقد قال أحمد بن محمد الدهلوي المدني ــ رحمه الله ــ في كتابه “تاريخ أهل الحديث” (ص:78):

وقال العزيزي في “السِّراج المنير” نقلًا عن العلقمي: حسن صحيح.اهـ

24 ــ قال يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد ــ رحمه الله ــ في كتابه “المسالك في ذِكر النَّاجي مِن الفِرق والهالك” (ص:181):

وقد تعدَّدت الطرق في هذا الحديث حتى بلغت حدَّ التواتر.اهـ

وقال أيضًا (ص:197):

فيتحصَّل مِن مجموع هذا صحَّة خبر الافتراق، وأنَّها كلها في النار إلا فِرقة.اهـ

25 ــ قال سليمان بن سحمان ــ رحمه الله ــ في كتابه “الضياء الشَّارق في ردِّ شبهات الماذِق المارِق” (ص:565):

وهم المعنيون بقوله في الحديث الصَّحيح: (( وستفترق أمتي … )).اهـ

وبنحوه في كتابه “كشف غياهب الظلام” (ص:151).

26 ــ قال أحمد بن محمد الدهلوي المدني ــ رحمه الله ــ في كتابه “تاريخ أهل الحديث” (ص: 78):

رواه الحاكم بإسناد حسن، والترمذي قال: حسن صحيح، وأبو داود والنسائي وأحمد والبيهقي.اهـ

وقال أيضًا (ص:84) في شأن رجلٍ في أحد أسانيده:

ويكفي هذان الوصفان في الراوي لصحَّة الحديث، فيُحتجُّ به على المقصود، ويصِح الاستدلال به، ويؤيده ما رواه …اهـ

وقال أيضًا (ص: 118):

رواه الحاكم، والترمذي، وأبو داود، والبيهقي، وقال الترمذي: حسن صحيح، كما تقدم تصحيحه.اهـ

27 ــ قال عبد العزيز بن عبد الله ابن باز ــ رحمه الله ــ كما في “فتاوى نور على الدرب” (1 /18):

وداخلة في الحديث الصَّحيح: (( ستفترق أمتي … )).اهـ

28 ــ قال أحمد شاكر ــ رحمه الله ــ في تعليقه على “تفسير ابن جرير الطبري” (7577) عند حديث أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ:

وقال البوصيري في “زوائده”: إسناده صحيح رجاله ثقات، وهو كما قال.اهـ

29 ــ قال عبيد الله المباركفوري ــ رحمه الله ــ في كتابه “مرعاة المفاتيح” (1/ 276 ــ رقم:171):

فالحديث لا ينحط عن درجة الحسن، بل هو صحيح.اهـ

30 ــ قال محمد ناصر الدِّين الألباني ــ رحمه الله ــ في كتابه “ظلال الجنة في تخريج السُّنة” (64):

والحديث صحيح قطعًا، لأنَّ له سِتَّ طُرق عن أنس، وشواهد عن جمع مِن الصحابة.اهـ

وتوسَّع في الكلام عليها في كتابه “سلسلة الأحاديث الصحيحة” (204 و 203 و 1492).

31 ــ قال حمود بن عبد الله التويجري ــ رحمه الله ــ في كتابيه “غربة الإسلام” (1/ 382) و “إتحاف الجماعة” (1/ 264) بعد أنْ ساقه مِن رواية عشرة مِن الصحابةــ رضي الله عنهم ــ ، عند زيادة: (( مَن كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي )):

فإنْ قيل: إنَّ هذ الحديث ضعيف، قيل: قد تقدَّم ما يَشهد لهمِن حديث عبد الله بن عمرو وأنس ــ رضي الله عنهم ــ.اهـ

32 ــ محمد بن صالح العثيمين ــ رحمه الله ــ كما في “مجموع الفتاوى والرسائل” (1 /37):

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما صحَّ عنه: (( أنَّ اليهود افترقوا على إحدى وسبعين فرق ..)).اهـ

33 ــ قال مقبل بن هادي الوادعي ــ رحمه الله ــ في كتابه “الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين” (5/ 113) عقب حديث أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ:

هذا حديث حسن.اهـ

34 ــ قال عبد المحسن بن حمد العبَّاد ــ سلَّمه الله ــ في كتابه “الانتصار لأهل السُّنة والحديث في ردِّ أباطيل حسن المالكي” (ص:103):

وأمَّا حديث افتراق الأمَّة إلى أكثر مِن سبعين فِرقة، فقد جاء عن جماعة مِن الصحابة، مِنهم: معاوية …، وقد حسَّنه الألباني في “السلسلة الصحيحة” (204)، وهو صحيح لشواهده التي جاءت عن أنس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعوف بن مالك، وأبي أُمَامة ــ رضي الله عنهم ــ.اهـ

35 ــ قال ربيع بن هادي المدخلي ــ سلَّمه الله ــ في كتابه “الانتصار لكتاب الله العزيز الجبَّار ولأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأخيار رضي الله عنهم على أعدائهم الأشرار” (ص: 352-353):

لأنَّهم الفِرقة الناجية، كما جاء في الحديث المَروِيّ في المسانيد والسُّنن مِن طُرق يشدّ بعضها بعضًا: (( إنّ اليهود افترقت على إحدى وسبعين فِرقة، وإنّ النصارى افترقوا على اثنتين وسبعين فِرقه، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فِرقة، كلها في النار إلا فِرقة واحده، قالوا: ومَن هُم يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي )) رواه الحاكم في “مستدركه” بهذه الزيادة.اهـ

تنبيهات:

الأول: هذا الحديث قد نصَّ على ثبوته أيضًا:

أبو نعيم الأصفهاني ــ رحمه الله ــ.

وقد دوَّنته عندي منذ سنين مع أسماء مَن وقفت على تثبيتهم له، لكني نسيت الآنَ أين كتبت المرجِع واللفظ، فلعلَّ الله تعالى أنْ يَمن بتذكُّره فيما بعد أو يُكرِم بإرشاد أخ فاضل إليه، فألحقه مع مَن تقدَّم مِن أهل العلم.

الثاني: جاء في حاشية كتاب “المسالك في ذكر النَّاجي مِن الفِرق والهالك” (ص: 177و178):

وممَّن صححه مِن العلماء:

محمد بن إبراهيم بن المفضَّل في “الإشارة المهمة إلى صحِّة حديث افتراق الأمة” (ص:581) مخطوط ضمن مجموع، وعبد الله بن علي الوزير في “طبق الحلوى” (ص:156).اهـ

الثالث: قال ابن بهادر الزركشي ــ رحمه الله ــ في كتابه “اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة” (ص:216):

أخرجه أبو داود، وابن ماجه، والترمذي، مِن حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( افترقت اليهود … )).

وقال البيهقي: حسن صحيح.اهـ

وقال العجلوني ــ رحمه الله ــ في كتابه “كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر مِن الأحاديث على ألسِنة الناس” (1001):

رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح، وأبو داود، والحاكم، وابن حِبَّان، والبيهقي، وصححوه.اهـ

وقال جلال الدِّين السيوطي ــ رحمه الله ــ في كتابه “الدُّرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة” (484):

حديث: (( تفترق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة )) أخرجه أبو داود، والترمذي، والحاكم، وابن حِبَّان، والبيهقي، وصححوه مِن حديث أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ، وغيره.اهـ

وقد يكون ذِكر تصحيح البيهقي ــ رحمه الله ــ مِن الوَهْم، فيحتاج إلى مزيد تحرير.

ووجدته ــ رحمه الله ــ قد قال في كتابه “الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد” (ص:261):

ويُشبه أنْ يكون اختلاف هؤلاء وأمثالهم أُرِيد بما رُوِّينا في حديث أبي هريرة، والذي يؤكِّده ما رُوي في حديث معاوية في هذا الحديث  أنَّه قال: (( كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ ))، وفي حديث عمرو بن عوف: (( إِلَّا وَاحِدَة، الْإِسْلَامُ وَجَمَاعَتُهُمْ ))، وفي حديث عبد الله بن عمرو: (( إِلَّا وَاحِدَة، مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي )).اهـ

وهذا قد يُشعر بتقويته للحديث.

وقد مرَّ بي هذا الحديث في كتابه “السُّنن الكبرى” و “دلائل النُّبوَّة” و “المدخل إلى السُّنن الكبرى” وغيرها مِن كتب البيهقي فلم أجد له التصريح بالتصحيح.

الرابع: قال الهيثمي ــ رحمه الله ــ في كتابه “مجمع الزوائد ومنبع الفوائد” (12096):

وعن أبي أُمَامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( تفرَّقت بنو إسرائيل … )).

رواه الطبراني في “الأوسط” و “الكبير” بنحوه، وفيه أبو غالب، وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجال “الأوسط” ثقات، وكذلك أحد إسنادي “الكبير”.اهـ

وقال أيضًا (841):

عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( تفترِق أمتي  … )).

قلت: عند ابن ماجة طرف مِن أوَّله.

رواه الطبراني في “الكبير” و “البزَّار”، ورجاله رجال الصحيح.اهـ

الخامس: قال أبو العلا محمد المباركفوري ــ رحمه الله ــ في كتابه “تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي” (7/ 333 ــ رقم:2788):

ونقل المنذري تصحيح الترمذي، وأقرَّه.اهـ

الوقفة الثالثة / عن منزلته.

قال أبو عبد الله الحاكم ــ رحمه الله ــ في كتابه “المستدرك على الصحيحين” (10):

إنَّه حديث كبير في الأصول.اهـ

ولهذا لا زال أئمة أهل السُّنة يوردونه ويحتجون به في كتب السُّنة والاعتقاد، ويجعلونه أصلًا في التحذير مِن الفِرق المنحرفة وأهلها، وبيان مجانبتهم للسُّنة.

وبنى عليه كثير ممَّن صنَّف في الفِرَق كتابه، متحرِّيًا الوصول إلى هذا العدد المُخْبَر به في هذا الحديث.

و قال أبو العلا محمد المباركفوري ــ رحمه الله ــ في كتابه “تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي” (7/ 333 ــ رقم: 2788):

قال العلقمي: قال شيخنا:

ألَّف الامام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي في شرح هذا الحديث كتابًا.اهـ

 الوقفة الرابعة / عن فوائده.

قال أحمد بن محمد الدهلوي المدني ــ رحمه الله ــ في كتابه “تاريخ أهل الحديث” (ص: 78-79):

والحديث نصٌّ في محَلِّ النِّزاع، فإنَّه يدل دلالة قطعية على ثلاثة أمور:

الأول: أنَّ الأمَّة الإسلامية بعد وفاته ــ عليه الصلاة والسلام ــ تختلف وتُصبح ذات نِحَل وأراء متفرِّقة في الدِّين، بعد ما جاءت البينات الواضحات أنَّها كلها في النار، بسبب اختلافها في مسائل الدِّين بعد التنزيل مِن ربِّ العالمين.

الثاني: إلا مِلَّة واحدة تكون ناجية بسبب اعتصامها بالكتاب والسُّنة، والعمل بهما بلا تأويل وتحريف.

الثالث: عيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الفِرقة الناجية مِنهم، وأنَّها واحدة موصوفة بصفات مخصوصة، بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، فلا تحتاج لتأويل وتفسير.

فهذا الحديث عَلَم مِن أعلام النُّبوة، حيث وقع ما أخبَر به صلى الله عليه وسلم، وقد وجِد مصداقه مِن أزمنة كثيرة.اهـ

 

وجمعه:

عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد.