إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > التربية > آداب بقدر تحقيقها مع العالم ينتفع الطالب بما يفيد من علمه

آداب بقدر تحقيقها مع العالم ينتفع الطالب بما يفيد من علمه

  • 15 نوفمبر 2016
  • 1٬996
  • إدارة الموقع

آداب بقدر تحقيقها مع العالم ينتفع الطالب بما يفيد من علمه

الحمدُ لله العليِّ العظيم القادر، وهو الأوَّلُ والآخِر والباطن والظَّاهر، عالِـم الغَيب والشَّهادة المُطَّلع على السَّرائر والضَّمائر، خَلَق فقدَّر، ودبَّر فيسَّر، فكلُّ عبدٍ إلى ما قدَّره عليه وقضاه صَائِر.

والصَّلاةُ والسَّلام على عبده ورسوله محمَّدٍ الأمين الصَّادق، القانِت الخاشِع، الرَّاكع السَّاجد، الهادِي إلى شريعة الله ورضوانه ومغفرته، وعلى آله وأصحابه الكِرام الأماجِد، ومَن على سبيله وسبيلهم إلى الله سائِر.

أمَّا بعدُ، أيُّها الإخوة والأخوات – رَزقكم الله حُسن الأدب، وحِفظ الجَميل، ومعرفة الفَضل لأهله -:

ففي لقاء هذه اللَّيلة أُعلِّق بما سيُيسِّر الله – عزَّ وجلَّ – على كلمةٍ طيِّبةٍ جليلة، ونصيحةٍ جميلةٍ نافِعة، ووصيَّةٍ غاليةٍ رفيعة؛ تنفعني وتنفعكم، وتنفع سائر النَّاس.

هذه الدُّرَّة المُشرقة، والنَّصيحة العَطِرة، قالها بُخاريُّ الغَرب، الإمام الحافظ أبو عَمَر ابن عبد البَـرِّ، إمام أهل السُّنَّة في زمانه – رحمه الله -.

هكذا وصفه الإمام ابنُ قَيـِّم الجوزية – رحمه الله – في كتابه «اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطِّلة والجهمية»([1]).

وهي تتعلَّقُ بأدبِ طالب العِلـمِ مع أهل العِلـمِ الذين يتتلمذُ على أيديهم، ويتلقَّى عنهم، ويستفيد من علمهم، ويَـفِد إليهم، ويشهَد مجالِسهم، ويرجِعُ إليهم إذا أشكَل عليه أمرٌ في عقيدته، أو عبادته، أو معاملاته.

وقد قالها -رحمه الله-في كتابِ الجَامع الذي خَتَم به كتابه «الكافي في فِقه أهل المدِينة»([2]).

فأقول مُستعينًا بالله-عز َّوجلَّ-ربِّي وربِّكم:

 قال الحافظ الكبير والإمام الراسخ والعالم البحر أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري الأندلسي المالكي ـ رحمه الله ـ ناصحًا لنا ومرشدًا وموجهًا ومربيًا:

 [ وحقيق على من جالس عالمًا أن ينظر إليه بعين الإجلال، وينصت له عند المقال، وأن تكون مراجعته له تفهمًا لا تعنتًا، وبقدر إجلال الطالب للعالم ينتفع بما يفيد من علمه ].

أيُّها الإخوة والأخواتسدَّدكم الله، وأكرمكم بجميلِ الآداب، وجعلها زينةً لكم أينما كنتم -:

العالِـمُ فضله على المتعلِّمين كبيرٌ، وأثرُه عليهم في دِينهم وأخلاقهم وآدابهم ومُعامَلاتهم عظيم، وفائدتهم منه في أعمالهم وبيوتهم وأسفارهم كثيرة؛ بل إن آثاره الطيبة عليهم تستمرُّ معهم إلى المَمَات وبعد الممات.

وكيف لا يكون للعالِـم فضلٌ عليك، وهو يُبصِّرك بما يريد ربُّك منك، وغيرُه يُبصِّرك بما يريد أهلُك وأصحابك والنَّاس منك؟!

كيف لا يكون للعالِـم فضلٌ عليك، وهو يُبصِّرك بما يقوِّي ويزيد في دِينك وإيمانك، وغيرُه يُبصِّرك بما يُسمِّن ويقوِّي بدنك وجسدك؟!

كيف لا يكون للعالِـم فضلٌ عليك، وهو يُبصِّرك بما يحميك ويقِيك من النَّار وعذابها وبؤسها، وغيرُه يُبصِّرك بما يحميك من المرض والفقر، وأذى النَّاس، وعقوبة السُّلطان؟!

كيف لا يكون للعالِـم فضلٌ عليك، وهو يُبصِّرك بما يقرِّبك من ربِّك ويرضيه عنك، وغيرُه يُبصِّرك بما يقرِّب من النَّاس ويرضيهم عنك؟!

كيف لا يكون للعالِـم فضلٌ عليك، وهو يقُودك إلى طريق الجنَّة والتَّنعُّم بما فيها، وغيرُه يقودك إلى الدُّنيا والاستمتاع بملذَّاتها؟!

كيف لا يكون للعالِـم فضلٌ عليك، وأثرُه عليك مستمِرٌّ غَير منقطع، تنعَمُ به في دُنياك، وتنعَمُ به في قبرك، وتنعَمُ به في آخرتك، وتتنعَّم به في جنَّات النَّعيم، وغيرُه أثرُه عليك قليلٌ ومنقطع؟!

فالله! الله! في العالِـم.

لنحفظ جميله علينا؛ فلا ننساه.

ولنشكره عليه؛ ولا نكْفُره.

لندعوَ له بالخَير.

فهو وارثُ عِلـمِ النبيِّ- صلَّى الله عليه وسلَّم –  بيننا.

ورافعُ رايتِه في صفوفنا.

وناشرُه في حاضرتنا وباديتنا، وفي مُدنِنا وقُرَانا.

وداعٍ لنا إلى العمل والاستِمسَاك به.

يَسعدُ إن عملنا به.

ويفرحُ إن استَمسكـنا به.

ويحزنُ إن تركـنا أَخْذَه.

ويتأسَّفُ ويتوجَّع إن ضَعُف عملنا به.

العالِـمُ قد أقبلَ على هذا الميراث النَّبويِّ؛ ونحنُ انصرفنا، ووَرِثَه حين أهملَنْا وشغلَتنا الدُّنيا !!

وحَرِص على تعلُّمه وحِفظه؛ ونحنُ غَفَلنا !!

وسَعَى في تعليمه ونشره وبثِّه بين النَّاس؛ ونحنُ تكاسَلنا !!

وعَمِل به وأظهره؛ ونحن ضَعُفنا وفرَّطنا !!

وجاء في الحديث عن النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنَّه قال: «وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ, وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ, وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا, وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ, فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»([3]).

وقد صححه ابن حبان، وحسنه ابن قيم الجوزية، والألباني.

وثبت عن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أَنَّهُ مَرَّ بِسُوقِ المَدِينَةِ، فَوَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «يَا أَهْلَ السُّوقِ، مَا أَعْجَزَكُمْ» قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: «ذَاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يُقْسَمُ، وَأَنْتُمْ هَاهُنَا لَا تَذْهَبُونَ فَتَأَخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ» قَالُوا: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: «فِي المَسْجِدِ» ؛ فَخَرَجُوا سِرَاعًا إِلَى المَسْجِدِ، وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَـهُمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ: «مَا لَكُمْ؟» قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَدْ أَتَيْنَا المَسْجِدَ، فَدَخَلْنَا، فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئًا يُقْسَمُ. فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: «أَمَا رَأَيْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا؟» قَالُوا: بَلَى، رَأَيْنَا قَوْمًا يُصَلُّونَ، وَقَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَقَوْمًا يَتَذَاكَرُونَ الحَلَالَ وَالحَرَامَ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: «وَيْحَكُمْ، فَذَاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ-صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-»([4]).

وقد حسن إسناده المنذري، والهيثمي، والألباني.

فشَكَر اللهُ للعالِـمِ سَعْيَه.

وجزاهُ عنَّا خيرًا .

وبارَك له في هذا العِلـم في دُنياه وفي أُخرَاه.

وهنيئًا له هذا الميراث.

فنِعْمَ المُوَرِّث؛ وهم الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم -.

ونِعْمَ الوارِث؛ وهو العالِـم.

ونِعْمَ الموروث؛ وهو العِلمُ الشَّرعِي.

أيُّها الإخوة والأخوات – جمَّلكُم الله بالتَّوحيد والسُّنَّة إلى المَمَات -:

أعودُ إلى كلمة الحافظ ابن عبد البرِّ- رحمه الله -، وأعيدُها، فقد قال:

[ وحقيقٌ على مَن جالَس عالمًا: أن ينظر إليه بعَين الإجلال، وينصِت له عند المقال، وأن تكون مراجعته له تفهمًا، لا تعنتًا، وبقَدر إجلالِ الطالب للعالِم ينتفعُ بما يَفِيد من عِلمِه].

فذَكَر – رحمه الله – في هذا المقطع من كلامه ثلاثة آداب ينبغي أن يسلكها ويتحلى بها طالب العِلـمِ مع شَيخه وأستاذه ومربِّيه، مع أهل العِلـمِ الذين يأخذ عنهم، ويستفيد منهم.

الأدبُ الأوَّل: أن ينظرَ إلى العالم والشيخ بعَين الإجلال والتَّوقير والاحترام.

وذلك لأنَّ العالِـم من أشدِّ النَّاس رحمةً بمَن حَضَر عنده؛ فهو يدلُّـهم على ما يرحمهم الله به في دنياهم، وفي قبورهم، وفي آخرتهم؛ فيُبيِّنه لهم، ويرغِّبهم فيه، ويشجِّعهم على الاستِمسَاك به، ويُوصِيهم بالاستمرار عليه وتعاهده.

وهو في هذا لا يريدُ منهم مالًا، ولا يطلب بهم تكثُّرًا، ولا ينتظر منهم نُصرةً، ولا دفعًا.    

فَمَثلُه كمثلِ عبد الله ونبيِّه شُعيب – عليه السَّلام – إذْ قال لقومه كما في سورة هود: { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }.

مَثَلُه كمثلِ مَن قال الله تعالى فيهم في سورة الإنسان: { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا }.

فليس له مِن المقاصد إلَّا أن تصلح أحوال النَّاس، وتستقيم أحوالهم، ويقرُبوا من ربِّهم، وتحلَّ عليهم رحمته، وينالوا رضاه ونعيمه.

أمَّا غير العالِـم فقد يبذُل لكَ النُّصح والإرشاد، ويدلُّك إلى الهدَى والنُّور، ويعلِّمك ما ينفعك لمصلحةٍ، أو وَشِيجةٍ بينه وبينك من قرابةٍ، أو مالٍ، أو منصبٍ، أو جاهٍ، أو نُصرةٍ، أو تكثير أتباعٍ، أو تكبير حِزبٍ، أو زيادة صَوتٍ في انتخاب رئاسةٍ، أو برلمانٍ، أو مجلسٍ نيابي!!!

ثمَّ ليعلم طالب العِلم – سدده الله -:

أنَّ هذا الإجلال، وهذا التَّوقير، وهذا الاحترام للعالِـم؛ إنَّما هو دِينٌ وقُربةٌ وحَسَنة؛ فأنت عندما تعظِّمه وتوقِّره إنَّما تفعل ذلك لله، تفعله ابتغاء الأجر مِن عنده سبحانه.

وقد صحَّ عن طاوُوس – رحمه الله – أنَّه قال:

«مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُوَقَّرَ أَرْبَعَةٌ : الْعَالِـمُ، وَذُو الشَّيْبَةِ، وَالسُّلْطَانُ، وَالْوَالِدُ».

ودُونكم- بارك اللهُ فِيكم وسدَّدكم – شيءٌ من تَوقير السَّلف الصَّالح – رحمهم الله – لِأهل العِلـمِ في أيَّامهم وزمنهم:

فقد صحَّ عن الشَّعبي-رحمه الله-أنَّه قال:

«ذَهَبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ لِيَرْكَبَ وَوَضَعَ رِجْلَيْهِ فِي الرِّكَابِ, فَأَمْسَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالرِّكَابِ, فَقَالَ: تَنَحَّ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ, قَالَ: «لَا ؛ هَكَذَا يُفْعَلُ بِالْعُلَمَاءِ وَالْكُبَرَاءُ».

وقال محمَّد بن سِيرين – رحمه الله -:

«رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَأَصْحَابُهُ يُعَظِّمُونَهُ وَيُسَوِّدُونَهُ وَيُشَرِّفُونَهُ مِثْلَ الْأَمِيرِ».

وفي هذا يقول يُوسف بن هارُون – رحمه الله -:

وَأُجِــلُّهُ فِي كُـلِّ عَيْنٍ عِلْــمَهُ

فَيَرَى لَهُ الإِجْـلاَلَ كُلُّ جَـلِيلِ

وَكَذَلِكَ الْعُلَمَاءُ كَالخُلَفَاءِ عِنْـ     

ـدَ النَّاسِ فِي التَّعْظِيمِ وَالتَّبْجِيلِ

وقال يحيى بن عبد الملك الموصلي – رحمه الله -:

«رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَكَانَ بِأَصْحَابِهِ مِنَ الْإِعْظَامِ لَهُ وَالتَّوْقِيرِ لَهُ، وَإِذَا رَفَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ صَاحُوا بِهِ».

وقال إسحاقُ الشَّهيدي – رحمه الله -:

«كُنْتُ أَرَى يَحْيَى الْقَطَّانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَسْتَنِدُ إِلَى أَصْلِ مَنَارَةِ مَسْجِدِهِ فَيَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلِيُّ بْنُ المَدِينِيِّ، وَالشَّاذَكُونِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمْ؛ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَدِيثِ، وَهُمْ قِيَامٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ إِلَى أَنْ تَحِينَ صَلَاةُ الْمَغْرِبِ، لَا يَقُولُ لِوَاحِدٍ مِنْهُمُ اجْلِسْ، وَلَا يَجْلِسُونَ هَيْبَةً وَإِعْظَامًا».

الأدبُ الثَّاني: الإنصات للعالم والشيخ عِند المَقَال.

فتُنصِت له إذا تكلَّم في درسٍ، أو محاضرةٍ، أو خطبةٍ، تُنصت له إذا وَعَظ، أو ذكَّر، أو أفتَى.

وتسلُك هذا الأدب معه لعدَّة أمور، ودونك أربعة منها:

الأوَّل: أنَّ الإنصات من أدب استماع الحديث والكلام من كلِّ أحدٍ، وعند كلِّ أحد؛ ولهذا ترى النَّاس يصفون مَن لا يُنصِت لهم إذا كلَّموه وخاطبوه: بِقلَّة وسوء وضعف الأدب.

الثَّاني: أنَّ العالِـم حين يتكلَّم له حقٌّ زائدٌ على غيره بالإنصات له، والاستماع لِـمَا يقول؛ لأنَّه محسنٌ وناصح، يريد رحمة المستمع وهدايته وسعادته الدنيوية والأخروية.

الثَّالث: أنَّ الإنصات أَدْعَى لِصحَّة فَهم الكلام، وحسن وَعْيِه، وتمام حِفظه.

الرابع: أن ما يلقيه العالـم ليس مثل ما يلقيه غيره، فهو يلقي أعظم الكلام وأهمه وأنفعه، إذ يُلق نصوص الشرع، وأحكام الدين، وتعظيمها من تعظيم الرب سبحانه، والخطأ في فهما يضر.

فالله! اللهَ أيها الإخوة – سلمكم الله – في الإصغاء للعلماء، والإنصات في مجالس العِلـمِ والفقه.

فلا  يُتكلَّم في أثنائِها.

ولا  يُنشغَل عن الاستماع لها بِغَيرها.

ولا يُقاطَع المتكلِّـم فيها؛ لأنَّ المقاطعة تقطع الفائدة على  المستمعين، وقد تتسبب في ذهاب فوائد ودرر ومسائل أخرى كان العالِـمُ يريد ذِكرها؛ بل قد يتضجَّر العالِـم ويرَى أنَّه قد وضع العِلـمَ عند غَير أهله؛ فيسكت، أو يتوقَّف، أو يُوقف الدَّرس ويقطعه، أو يخرج من هذا المجلس.

وقد عَقَدَ الحافظُ الخطيب البغداديُّ – رحمه الله – في كتابه «الجامع لِأخلاق الرَّاوي وآداب السَّامع»([5]) بابًا شاملًا، عنوانُه:

أَدَبُ السَّمَاع.

وأوَّل كلمةٍ قالها في هذا الباب:

“أَوَّلُ مَا يَلْزَمُ الطَّالِبَ عِنْدَ السَّمَاعِ: أَنْ يَصْمُتَ، وَيُصْغِيَ إِلَى اسْتِمَاعِ مَا يَرْوِيهِ المُحَدِّثُ”.اهـ

ثمَّ أسندَ إلى الضَّحاك بن مُزاحم – رحمه الله – أنَّه قال:

«أَوَّلُ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ: الصَّمْتُ.

وَالثَّانِي: اسْتِمَاعُهُ.

وَالثَّالِثُ: الْعَمَلُ بِهِ.

وَالرَّابِعُ: نَشْرُهُ وَتَعْلِيمُهُ».

وثبت عن محمَّد بن النَّضر الحارثي – رحمه الله – أنَّه قال:

«كَانَ يُقَالُ: أَوَّلُ الْعِلْمِ: الْإِنْصَاتُ لَهُ، ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ لَهُ، ثُمَّ حِفْظُهُ، ثُمَّ الْعَمَلُ بِهِ، ثُمَّ بَـثُّهُ».

وثبت عن سُفيان بن عُيَينة – رحمه الله – أنَّه قال:

«أَوَّلُ الْعِلْمِ: الْإِنْصَاتُ، ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ، ثُمَّ الحِفْظُ، ثُمَّ الْعَمَلُ بِهِ».

وثبت عن الفُضَيل بن عِيَاض – رحمه الله – أنَّه قال:

«أَوَّلُ الْعِلْـمِ: الْإِنْصَاتُ، ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ، ثُمَّ الحِفْظُ، ثُمَّ الْعَمَلُ، ثُمَّ النَّشْرُ».

وقال السَّفاريني – رحمه الله – في كتابه «غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب»([6]):

“وَحِرْمَانُ الْعِلْـمِ يَكُونُ بِسِتَّةِ أَوْجُهٍ:

 (الثَّانِي): سُوءُ الْإِنْصَاتِ وَعَدَمُ إلْقَاءِ السَّمْعِ”.اهـ

وقال عمروُ بن العلاء – رحمه الله –:

«وَلَيْسَ مِنَ الْأَدَبِ أَنْ تُجِيبَ مَنْ لَا يَسْأَلُكَ، أَوْ تَسْأَلَ مَنْ لَا يُجِيبُكَ, أَوْ تُحَدِّثُ مَنْ لَا يُنْصِتُ لَكَ».

الأدبُ الثَّالث: أن تكون مراجَعَته للعالِـم والشيخ تفهُّمًا، لا تعنُّتًا.

فقد يحتاج طالبُ العِلـمِ، ومَن يحضر مجالِس العِلـمِ والعلماء، إلى مُراجَعة العالِـم والفقيه والمفتي في شيءٍ من العِلـمِ، وبعض مسائله، وأحكامه، وأموره.

وقد تكون هذه المراجعة في مجلس العِلمِ أمام النَّاس، وبمَشهدٍ منهم، أو فيما بينه وبينه في مكانٍ، أو طريقٍ، أو عبر هاتف.

وهذه المراجَعة لها دوافعٌ وأسباب تختلف من بعضٍ إلى بعض.

ومن هذه الأسباب والدَّوافع:

عدم فَهم المُراجِع لشيءٍ ممَّا قالَه وطرحه العالِـم في دَرسه وفتواه؛ فيطلب زيادة التَّوضيح والبَسط.

ومن هذه الأسباب:

دفع استشكالٍ، واشتباهٍ، ولَبسٍ حصل للمُراجِع في أثناء تقرير العالِـم المسألة أو الُحكم في الدَّرس؛ فيطلب دفعَها عن صدره، وإزالة ما وقع له مِن لَبسٍ.

ومن هذه الأسباب:

حصول خطأٍ يرى المُراجِع أنَّ العالِـم قد وقع فيه في أثناء تقريره المسألة، وتبيينه الحُكم، وذِكره الحديث.

وهذا الخطأُ قد يكون حاصلَا فِعلًا كما ذَكَر المُراجِع، وزَلَّة وقع فيها العالِـم، وتنبَّه لها المُراجِع.

وقد لا تكون خطأ كما ظنَّ المُراجِع؛ لكن لِكون المُراجِع يميلُ إلى ترجيح عالِـمٍ آخر، أو تصحيحه لحديثٍ؛ يَظنُّ أنَّ العالِـم قد أخطأ !!

وإلَّا فالعالِـمُ يعرفُ هذه المسألة وما لِلعلماء فيها من خلافٍ، وقد دَرَسها من النَّاحية الفقهية والحديثية، وترجَّح عنده ما قرَّره في أثناء الدَّرس، أو أفتَى به المستفتي؛ فالمُراجِعُ هنا مُراجَعته للعالِـم ناتجةٌ عن قصُور عِلمِه، والعالِـم قد قرَّر بما ترجَّح عنده بعد بحثٍ وبذل جُهد.

ومن هذه الأسباب:

أن تكون المسألة التي يُراجَعُ فيها العالِـم من المسائل التي وقع فيها استشكال، أو نقاش، أو خلاف بين الحاضرين والمستمعين لدرسه، أو بين بعضهم عند مُذاكرة ما درسوه على يديه؛ فيريد المُراجِع أن يُفيد إخوانه بزيادة بَسطٍ العالِـم حولها، والمُراجِع في مثل هذه الحالة قد لا يكون أحيانًا مُصيبًا في مُراجعَته ولا مقصده منها؛ لأنَّ العالِـم في بعض الأحيان قد لا يبسط المسألة، ويقتصر على كلامٍ خفيفٍ حولها، ولا يتطرَّق لكثيرٍ من حَيثيَّاتها، لأنه أدرى بحال طلابه، وأعرف بمستواهم في العلم، ويعلم متى يختصر، ومتى يتوسط، ومتى يبسط.

 وأحيانًا قد يعلم العالم بما جرى بين طلابه من خلاف واختلاف في بعض مسائل العلم، وما حصل بعد درسه من نقاش وجدال ولجج، فيسكت إذا سئل عن المسائل التي حصل بينهم فيها ما حصل، وينصرف إلى غيره من الحديث، حتَّى لا تقع بينهم نُفْرة، ولا يحصل في نفوسهم شيءٌ على بعض، وحتَّى لا يتعالَى بعضهم على بعض، وينتفخ صدرُه لأنَّ الشَّيخ قد وافَق قولَه، وحتَّى لا يتسع الخلاف بينهم؛ فيدفعُ العالِـمُ بسكوته أو اختصاره دخولَ الشَّيطان عليهم، وتمزيقه لصفِّهم، وإفساده لأُلفَتهم، وإدخاله الوَحشة بينهم، لأنَّ نتيجة ذلك ستكون ربَّما أشد.

ومن هذه الأسباب:

حصول خلاف بين المُراجِع وبين بعض الحاضرين، أو المستمعين لمجلس العِلـمِ في مسألةٍ شرعية، وهو يعرف أنَّ العالِـم يُقرِّر ويرجِّح نفسَ ما يميلُ إليه؛ فيريد من هذه المُراجَعة نُصرةَ قوله، والتَّكثُّر بالعالِـم، وقَبول مُجالِسيه منه، وأنَّه أقربُ إليهم وإلى العالم من فُلانٍ وفُلان.

وهذا السَّببُ الدَّافع يؤثِّر في إخلاصه وتوحيده، ويفتح عليه باب شَرِّ؛ إذ يُدخل عليه منه كَيد الشَّيطان، ومكره به، فيجرّه إلى العُجب بنَفْسِه والغُرور.

ومن هذه الأسباب والدَّوافع:

إظهار المُراجِع فهمه للعالِـم، ومعرفته بمسائل العِلـمِ، وقوَّة اطلاعه؛ ليرتفع في عَين العالِـم، وبين الحاضرين أو المستمعين لمجلس العِلـمِ، وهذا أيضًا يؤثِّر في إخلاصه وتوحيده، ويفتحُ عليه باب الشيطان؛ بجرِّه إلى عُجب وغُرور نفسه.

والُخلاصةُ:

أنَّه متى وُجدت أسباب مُراجَعة العالِـم في مجلس العِلـمِ والفقه، ودَعَت الحاجةُ؛ فلْيُظهِر المُراجِع في مُراجَعتِه هذه الأمور الثَّلاثة:

الأوَّل: الأدبُ مع العالِـم.

فيُظهِر الأدب في مَنطِقِه، ويظهرُ عليه في هَيئته؛ فيختار من الكلام أطيبه، بحيث يَظهر فيه إجلاله للعالِـم وتوقيره واحترامه.

ويُحسِن صياغة السُّؤال، ويختصره بحيث لا يُخِلُّ بالمقصود، ولا يَظهر عليه هيئته حين طَرح السُّؤال ما يدلُّ أو يُشير إلى التَّعالي على الحاضرين أو المستمعين، أو على الإعجاب بالنَّفس وحُسن منطقها، أو امتحان العالِـم واختباره.

والثَّاني: أن يكون مراده من هذه المُراجَعة وهذا السُّؤال التَّفهُّم، وزيادة العِلمِ، ودَفع الاشتباه والالتباس.

ولْيحرِص على أن يُظهِر هذا المقصد على سؤاله؛ فيُحسن تحريره؛ حتَّى ينال زيادة الفَهم، وتحصل له فائدةٌ أكبر .

وقد قال وَهب بن منبِّه، وسُليمان بن يَسار – رحمهما الله –:

 «حُسْنُ اَلمَسْأَلَةِ نِصْفُ اَلْعِلْمِ، وَالرِّفْقُ نِصْفُ اَلْعَيْشِ».

وقال سُليمَان بن مُوسى – رحمه الله –:

« حُسْنُ اَلمَسْأَلَةِ نِصْفُ اَلْعِلْمِ ».

وقال الَحسنُ البَصري – رحمه الله –:

«حُسْنُ السُّؤَالِ نِصْفُ الْعِلـْمِ, وَالرِّفْقُ نِصْفُ الْعَيْشِ, وَمَا عَلَى امْرِئٍ فِي اقْتِصَادٍ».

وقال يَونس بن عُبيد – رحمه الله – لِرَجُلٍ:

«آمُرُكَ بِثَلَاثٍ: بِالتَّوَدُّدِ إِلَى النَّاسِ فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعَقْلِ, وَالِاقْتِصَادِ فِي النَّفَقَةِ فَإِنَّهُ ثُلُثُ الْكَسْبِ, وَحُسْنِ المَسْأَلَةِ فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعِلْمِ ».

وقال مَيمُون بن مِهران – رحمه الله –:

«التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَحَسْنُ المَسْأَلَةِ نِصْفُ الْعِلْمِ، وَاقْتِصَادُكَ فِي مَعِيشَتِكَ يُلْقِي عَنْكَ نِصْفَ المَؤُونَةِ».

وقال عَمروُ بن العَلاء – رحمه الله –:

«أَوَّلُ اَلْعِلْمِ: اَلصَّمْتُ، وَالثَّانِي: حُسْنُ اَلاسْتِمَاعِ، وَالثَّالِثُ: حُسْنُ اَلسُّؤَالِ، وَالرَّابِعُ: حُسْنُ اَلحِفْظِ، وَاَلخَامِسُ: نَشْرُهِ عِنْدَ أَهْلِهِ».

فحُسن السُّؤال دليلٌ على عقل صاحبه، ووَفُورِه.

وقد قال محمَّد بن سِيرين – رحمه الله –:

«كَانُوا يَرَوْنَ حُسْنَ اَلسُّؤَالِ يَزِيْدُ فِي عَقْلِ اَلرَّجُلِ».

وحُسن السُّؤال يجعل العالِـم ينبَسِط لطالب العِلـمِ، ويُجيبه على سؤاله إجابةً كثيرة النَّفع، تجمعُ بين: حُسن اللَّفظ، وجمال التَّقسيم، وكثرةُ الفائدة، وقوَّة التَّدليل.

أمَّا إذا لم يُحسِن السَّائل سؤاله فقد يتسبَّب في ضَجَر الشَّيخ منه؛ فيجيبه بإجابةٍ لا تكفِي بالغرض، وقد يمتنعُ عن الإجابة.

ونقل مالك بن أنس عن زيد بن أسلم – رحمهما الله –:

«أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ الْإِنْسَانُ يَسْأَلُهُ فَخَلَطَ عَلَيْهِ؛ قَالَ: اذْهَبْ فَتَعَلَّمْ: كَيْفَ تَسْأَلُ؟ فَإِذَا تَعَلَّمْتَ؛ فَسَلْ».

والثَّالث: أن لا يُظهِر في سؤاله التَّعنُّت، ولا يَبَانُ منه الاعتراض والمخالفة، والإحراج للعالِـم، ولا التَّضجُّر والتبرُّم ممَّا قاله وقرَّره العالِـم في أثناء الدَّرس.

وقد قال عليُّ بن أبي طالب-رضي الله عنه-:

«مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ: أَنْ لَا تُكْثِرَ عَلَيْهِ السُّؤَالَ, وَلَا تُعَنِّتُهُ فِي الجَوَابِ, وَلَا تُلِحُّ عَلَيْهِ إِذَا كَسِلَ».

ثمَّ خَتَم الحافظُ بن عبد البرِّ – رحمه الله – هذه الوصايا والنَّصائح والآداب الجليلة النافعة بقوله:

وبقدر إجلالِ الطالب للعالِم يَنتفعُ بما يَفِيد من عِلمه ].

وهذه نتيجة عمل طالب العلم بهذه الآداب الثَّلاثة الجميلة الطَّيبة مع شَيخه وأُستاذه ومُربِّيه؛ حيث تجعَلُ العالِـم يحرص على تلميذه؛ فيزيد في إفادته وتعليمه، ويُحسن في تربيته وتهذيبه، ويُكثر من توجيهه وإرشاده، ويعطيه من وقته في العِلـمِ مَا لا يعطي غيره.

وقد قالَ يوسفُ بن الحُسين – رحمه الله –:

«بِالْأَدَبِ تَفْهَمُ الْعِلْمَ، وَبِالْعِلْـمِ يَصِحُّ لَكَ الْعَمَلُ، وَبِالْعَمَلِ تَنَالُ الْحِكْمَةَ».

أمَّا إذا وقع عند طالب العِلـمِ نقصٌ وقصورٌ وخَلَلٌ في هذه الآداب الثَّلاثة وغيرها من آداب العلم؛ فأضجر العالِـم، أو مَارَاه وجَادَله، أو أَكثَر عليه في الأسئلة، أو لم يرفق به ويتلطَّف معه، أو عَارَضه، أو خالفه؛ فقد يُحرَم من زيادة نفعِه، وحُسن علمِه، وجميل إرشادِه، وطيِّب نُصحِه.

ويا لله كم من طالب علم قد حُرِم نفع شيخه، وذهبت عنه دروس وفوائد عديدة، بل انقطع عن العلم إلى غيره بسبب مخالفته أو مقاطعته أو مجادلته ومماراته أو أسئلته أو معارضاته له.

وقد قال العلامة السَّعدي – رحمه الله –:

وَيَنْبَغِي أَيْضًا لِلْمُتَعَلِّـمِ أَنْ يَلْطُفَ بِالسُّؤَالِ، وَيَرْفِقَ بِمُعَلِّمِهِ، وَلَا يَسْأَلْهُ فِي حَالِ ضَجَرٍ، أو مَلَلٍ، أو غَضَبٍ؛ لِئَلَّا يَتَصَوَّرَ خَلَافَ الحَقِّ مَعَ تَشْوِيْشِ الذِّهْنِ، وَأَقَلُّ اَلحَالَاتِ أَنْ يَقَعَ اَلجَوَابُ نَاقِصًا.اهـ ([7]).

وصحَّ عن أبي سَلَمَة – رحمه الله – أنَّه قال عن نفسه:

«لَوْ رَفَقْتُ بِابْنِ عَبَّاسٍ، لَأَصَبْتُ مِنْهُ عِلْمًا كَثِيرًا».

وقال الشَّعبي – رحمه الله –:

«كَانَ أَبُو سَلَمَةَ يُمَارِي ابْنَ عَبَّاسٍ؛ فَحُرِمَ بِذَلِكَ عِلْمًا كَثِيرًا».

وقال الزُّهري – رحمه الله –:

«وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ كَثِيْرًا مَا يُخَالِفُ ابْنَ عَبَّاسٍ؛ فَحُرِمَ لِذَلِكَ مِنْهُ عِلْمًا كَثِيْرًا».

وقال مَيمُون بن مِهران – رحمه الله –:

«لَا تُمَارِيَنَّ عَالِـمًا، وَلَا جَاهِلًا، فَإِنَّكَ إِنْ مَارَيْتَ عَالِـمًا؛ خَزَنَ عَنْكَ عِلْمَهُ، وَلَمْ يُبَالِ بِمَا صَنَعْتَ، وَإِنْ مَارَيْتَ جَاهِلًا؛ خَشُنَ بِصَدْرِكَ وَ لَمْ يُطِعْكَ».

هذا وأسألُ الله – جلَّ وعلَا – أن يهديني وإيَّاكم سواء السَّبيل مع مع العُلماء والفُقهاء والمشايخ، وأن يزيدنا فقهًا وعِلمًا، وأن ينفعنا بما عَلَّمنَا، إنَّه سميعٌ مُجيب.

تنبيه:

أصل هذه الكتابة محاضرة نسختها من التسجيل إحدى طالبات العلم – شكر الله لها -، وخرَّجت أحاديثها، ثم عرضتها على قائلها، وراجعها على عَجَل وضيق وقت.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) (ص:204)

([2]) (2/ 1132).

([3]) أخرجه أحمد (21715) وأبو داود (3641 و 3642) والترمذي (2682) وابن ماجه (223) وغيرهم.

([4]) أخرجه الطبراني في “المعجم الأوسط”(1429).

([5]) (1/ 194-201).

([6]) (1/ 44).

([7]) مجموعة مؤلفات السعدي (24/ 71).