إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > الفقه > خطبة بعنوان: ” أحكام عشر ذي الحجة الأُوَل أفضلِ أيام السَّنة واغتنام أوقاتها بالأعمال الصالحة “.

خطبة بعنوان: ” أحكام عشر ذي الحجة الأُوَل أفضلِ أيام السَّنة واغتنام أوقاتها بالأعمال الصالحة “.

  • 17 سبتمبر 2014
  • 143٬678
  • إدارة الموقع

أحكام عشْر ذي الحِجَّة الأُوَلِ أفضلِ أيَّام السَّنَة واغتنام أوقاتها بالأعمال الصالحة

الخطبة الأولى: ـــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ الذي وفَّقَ مَن شاءَ مِن عبادِه لتحصيلِ المكاسبِ والأجور، وجعلَ شُغلَهم بتحقيقِ الإيمانِ والعملِ الصالح، والاستكثارِ مِنه، يَرجون تجارةً لنْ تَبور، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، الدَّاعي إلى رِضوانه، والمُستكْثِر مِن طاعته وتُقاته، فاللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومَن سَلك طريقَهم إلي يوم الدين.

أمَّا بعد، فيا أيُّها الناس:

اتقوا الله تعالى حقَّ تقواه، وتَعرَّضوا لأسباب رحمتِه ومغفرتِه، واعملوا كل سببٍ يُوصلكم إلى رضوانه، ويُنيلُكم فضلَه العظيم، ويُقربُّكم مِن جنَّته، ويُباعدُكم عن ناره، فإنَّ رحمةَ الله قريبٌ مِن المُحسنين، وتذكَّروا أنَّكم [ اليومَ قد دَخلتُم ] [ في غدِكُم القريب داخَلونَ  ] في أيَّامٍ جلية فاضلة مُعظَّمة، هي أعظَم أيَّامِ السَّنة، إنَّها العشْرُ الأُوَل مِن شهر ذي الحِجَّة، أحد الأشهر الأربعة الحُرم، وقد نوَّه الله ــ جلَّ وعلا ــ في كتابه العزيز بشأنها، وعظَّمَها، وأنَّها أيَّامُ ذِكرٍ لَه سبحانه، فقال تعالى: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ }، وأعْلَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمْرَها وأكْبَرَه وأظهَره، فصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ )).

وقد دَلَّ هذا الحديثُ النَّبويُّ على: عِظَمِ شأنِ أيَّام العشرِ عند الله سبحانه، بل إنَّ أهلَ العلم قد نصُّوا على أنَّها أفضلُ أيَّامِ السَّنَة، وأفضلُ حتى مِن أيَّام العشر الأخيرة مِن شهر رمضان.

ودَلَّ الحديثُ أيضًا على: أنَّ التَّقرُبَ إلى الله بالأعمال الصالحة في أيَّام العشرِ أحَبُّ إليه سبحانه مِن التَّقرُبِ في سائر أيَّام الدنيا.

ورَغَّبَ الحديثُ أيضًا في: الإكثارِ مِن الأعمال الصالحة في أيَّام العشر، كالحجِ والصلاة والصيام والصدقة وتلاوةِ القرآن وذِكرِ الله واستغفاره ودعائه، وغيرِها مِن العبادات، وبيَّن أنَّ الأجور عليها مُضاعَفةً وجَزيلة.

وصحَّ عن التابِعيِّ مَسْروقِ بنِ الأجْدَعِ ــ رحمه الله ــ أنَّه سُئِلَ عن قول الله تعالى: { والْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ }، فقال: (( هِيَ عَشْرُ الأَضْحَى، أَفْضَلُ أَيَّامِ السَّنَة )).

أيُّها المسلمون:

احرصوا غايةَ الحرصِ على أنفسكم، وعلى أهليكم كبارًا وصغارًا في أنْ تكونوا مِن المُكثِرين في أيَّام العشرِ مِن الأعمال الصالحة، وليُعِنْ بعضُكم بعضًا عليها، ويُذكِّرَه بفضلها، ولا يُثَبِّطنَّكُم الشيطان، فإنَّها أيَّامٌ قليلة، لكنَّها عظيمةَ الأُجور، سريعةَ الرَّحيل، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ خيرًا كثيرًا، وقد كان السَّلف الصالح يجتهدون بالطاعات فيها كثيرًا، فثبَت عن القاسمِ بنِ أبي أيوبٍ أنَّه قال: (( كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ )).

أيُّها المسلمون:

إنَّ مِن جُملةِ العبادات التي يَجْدُرُ أنْ نَهتمَّ بِها أيَّامَ العشرِ شديدًا، ونَتزوَّدَ مِنها كثيرًا، ونُسارِعَ إليها حثيثًا، هذه العبادات:

أولًا: صيام الأيَّامِ التِّسعَةِ الأُوَلِ مِنها، فصيامها مُستَحبٌّ عند الأئمة الأربعة، وغيرهم مِن أهل العلم، وكان صيامُها مشهورًا عند السّلف الصالح مِن الصحابة، والتابعين، فمَن بعدَهم.

وثانيًا: الإكثار مِن تلاوة القرآن، ومَن قوِيَ على ختْمِهِ مرَّةً فأكثر، فقد أسْدَى إلى نفسه خيرًا كبيرًا.

وثالثًا: الإكثار مِن الصدقة على الفقراء وفي سائرِ طُرقِ البِرِّ، وإعانة إخوانِكم المسلمين، وتفريج كُرَبِهِم.

ورابعًا: المحافظة على صلاة الفريضة في أوقاتها، ومع الجماعة، والحرص على النَّوافل كالسُّنَنِ الرَّواتِب، وصلاةِ الضُّحى، وسُنَّةِ الوضوء وقيامِ الليلِ، والوترِ.

وخامسًا: الإكثار مِن ذِكرِ الله ودعائِه وتسبيحِه وتحميدِه وتهليلِه واستغفارِه في سائر الأوقات، تَفعلُ ذلك وأنت في بيتكَ وسيارتكَ وعملك، وحين دخولكَ وخروجكَ ومشيِك، فذلكَ يسيرٌ جدًا على اللسان، وعظيمٌ في الأجْر.

وسادسًا: تكبير اللهِ ــ عزَّ وجلَّ ــ فيها، والإكثار مِنه، مع الجَهرِ بِه، فتقولَ: “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد”، فقد جَرَى على هذا التكبير في أيِّام العشرِ عمَلُ السَّلف الصالح مِن أهل القُرون الأُولى، وعلى رأسهم أصحابُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

حيث قال الإمامُ البُخاريُّ ــ رحمَه الله ــ في “صحيحه”: (( وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ ــ رضي الله عنهما ــ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا ))، وقال ميمونُ بنُ مِهرانَ التابِعيُّ ــ رحمه الله ــ: (( أدْرَكْتُ الناسَ وإنَّهم لَيُكبِّرونَ في العشْر، حتى كنتُ أُشَبَّهُهُ بالأمواجِ مِن كثْرَتِها )).

وهذا التكبير ــ يا عِباد الله ــ مشروعٌ في حقِّ الرِّجال والنساء، والصِّغارِ والكبار، يُكبِّرونَ في البيوت، وفي الأسواق، وفي المساجد، وفي المراكب، وفي الطُّرقات، وفي أماكن العمل، وفي السَّفر والإقامة، ويُكبِّرونَ وهُم جلوسٌ، وحين يمشونَ، وعلى فُرُشِهِم، وفي سائر الأوقات مِن ليلِ أو نهار، إلَّا إنَّهم لا يُكبِّرونَ بعدَ السلامِ مِن صلاة الفريضة، لأنَّ التكبيرَ الذي يكونُ بعدَ صلاة الفريضة إنَّما يَبدأ وقتُه لِغيرِ الحُجَّاجِ: مِن فجْر يومِ عَرفة إلى صلاة العصر مِن آخِر أيـَّامِ التَّشريق، ثم يُقطَع.

أيُّها المسلمون:

إنَّ شهرَ ذي القَعْدةِ وشهرَ ذي الحِجَّةِ لَمِنَ الأشهُرِ الأربعة الحُرُمِ، التي قال الله ــ عزَّ وجلَّ ــ في تعظيمها وإثبات حُرمَتِها: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }، فاحذروا أشدَّ الحذَرِ أنْ تَظلِموا أنفسَكم في هذين الشهرينِ، وغيرِهما مِن الأشهُرِ الحُرُمِ بالسيئات والخطايا، والبدعِ والضلالات، والفِسقِ والفُجور، والظُّلمِ والعُدوان، والقتلِ والاقتتال، والتَّسَبُبِ بالفتنِ، والتحريشِ بينَ الناس، والغِشِ والكذب، والغِيبةِ والبُهتان، والحسدِ والغِلّ، والتَّكالُب على الشُّهرة، والانغماسِ في ملذَّاتِ الدنيا وشهواتها، فإنَّ الله ــ تباركَ اسمُه ــ قد زجَرَكُم ونهاكُم عن ذلك، فقال سبحانه: { فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }، فإنَّ السيئات مِن البدعِ والمعاصي تَعِظُمُ وتَشتدُّ، وتَكبُرُ وتَتغلَّظُ في كلِّ زمانٍ أو مكانٍ فاضل، وأيَّامُ العشرِ زمنُها مِن أفضل أزمَان السَّنة، وقد ثبَت عن التابعيِّ قَتادةَ السَّدوسِيِّ ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( إِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا )).

فاتقوا الله ــ عِبادَ الله ــ في هذه العشرِ المُباركة مِن جهةِ الحسناتِ بإكثارِها، ومِن جهةِ السيئات بترْكِها وإقلالِها، فقد عَظَّم الله أيَّامَ العشر، وجعلَ زمنَها مباركًا، وأيَّامَها فاضلةً وقليلة، رحمةً بِكُم، وإحسانًا إليكم، حتى تستدركوا عُمُرًا ضيَّعتُم أوَّلَه، وفرائضَ وواجباتٍ قصَّرْتُم فيها أو أضَعتُموها،  وذُنوبًا أسْرَفتُم فيها، وسَقطتُم في أوحالها، فاشكروا ربّكُم عليها، فوقتها قصيرٌ، وأُجُورُها كبيرة، وذلك فضلُ الله يُؤتِيهِ مَن يشاء، والله ذو الفضلِ العظيم.

الخطبة الثانية: ـــــــــــــــــــــ

الحمدُ لله العَليِّ العظيم، الرَّبِّ الكريم، البَرِّ الرَّحيم، والصلاةُ والسلامُ على عبده ورسوله محمدٍ الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.

أمَّا بعد، أيُّها المسلمون:

فإنَّ مِن أعظم شعائر الإسلام في أيَّام العشر:

ذبحَ الأضاحي، لأنَّها النُّسُكُ العامُّ الذي يُظهِرُه المسلمونَ في جميع البلدان، والأحاديثُ النَّبويةُ في مشروعية الأضحيةِ مُستفيضةٌ مُشتهِرة، وثبَتت بالقول والفِعلِ مِنه صلى الله عليه وسلم، بل وسمَّاها نُسُكًا.

ومَن حدَّثتْهُ مِنَّا نفسُه بارتفاع سِعرها، وأخذَتْهُ محبَّةُ الدَّراهمِ والدَّنانير، فلْيتَذكَّر أنَّه إنَّما خُلِقَ لِعبادة ربِّه سبحانه، وأنَّه سيُخرجُها لِمَصلَحةِ آخِرَتِه، وليس لِتَزْيِينِ دُنياه، ولا يَغِب عن ذِهنه قولُ ربِّه الغنيِّ الكريم ــ عزَّ وجلَّ ــ مُعاتبًا ومُحرِّضًا: { هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ }، ومَن ضَحَّى وهو يَخشَى الفقرَ والحاجَةَ، فلْيُبشِر بزيادة الخيرِ لا نُقصانه، حيث قال الله سبحانه مُبشِّرًا: { ومَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }، ونبيُّكُم صلى الله عليه وسلم وقٌدْوَتُكُم لم يَكنْ غنيًّا، بل كان في عَيشٍ قليلٍ، وحالٍ يَسير، ومع ذلك لم يُنقل عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه تَرَكَ الأضحيةَ قَطّ، وقد ثبَت عن أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا )).

أيُّها المسلمون:

إذا دَخلَتِ العشرُ الأُوَلِ مِن شهر ذي الحِجَّةِ، فإنَّ مُريدَ الأضحية مَنهِيٌّ عن الأخْذ مِن شَعرهِ وأظفاره وجِلدهِ حتى يَذبحَ أضحيَتَه بنفسه، أو مَن وكلَّ مِن أهلٍ أو رِفاقٍ أو قصَّابِين، وإنْ أمْسَكَ معَهُ عن الأخْذ أيضًا جميعُ أهلِ بيتهِ مِن صغارٍ وكبار، فهوَ السُّنةُ عند أكثر الفقهاء.

ويَبدأ وقتُ النَّهيِّ عن الأخْذ: مِن غُروبِ شمسِ ليلة أوَّلِ يومٍ مِن أيَّام شهرِ ذي الحِجَّة، ويَنتهي بذبحِ الأضحية، سواء ذبَحَها المُضحِّي في يوم العيدِ أو اليومِ الأوَّلِ أو الثاني مِن أيَّام التشريق، لقول النِّبي صلى الله عليه وسلم الصَّحيح: (( إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ))، وفي لفظٍ آخَر: (( مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ )).

ومَن نَوى الأضحيةَ مُتأخِّرًا كمَن نواها في اليوم الثامنِ مِن ذي الحِجَّةِ مثلًا، فوَقْتُ إمساكهِ عن الأخِذ مِن شَعره وجِلده وأظفاره يَبدأُ مِن حينِ حصلَتْ لَه هذه النِّيَّة.

فإنْ أخَذَ مُريدُ الأُضحية مِن شَعره أو أظفاره أو جِلده شيئًا فقد أساءَ، وخالفَ السُّنةَ، ويستغفرُ الله، ولا فِديةَ عليه باتفاق أهلِ العلم، لا خِلاف بينَهم في ذلك.

هذا وأسأل الله ــ جلَّ وعزَّ ــ: أنْ يَنفعَنا بِما علَّمَنا، وأنْ يَزيدَنا فقهًا وعملًا بشرعِه، اللهم ارزقنا توبةً نصوحًا، وعملًا مُتَقبَّلًا، وأجرًا كبيرًا، اللهم اغفر لنا، ولآبائنا، وأمهاتنا، وسائر أهلينا، اللهم مَن كان مِنهم حيًّا فبارِك له في عُمُره ورِزقه، وزِدهُ هُدىً، ومَن كان مِنهم مَيْتًا فتجاوز عنه، واجعله في قبره مُنعَّمًا، وأكرِمنا وإيَّاه في الدِّار الآخِرة برضوانِك، والجنَّةِ، والنَّظرِ إلى وجهكِ الكريم، اللهم مَن أرادَ البلادَ وأمْنَها وساكنيها واقتصادها وجُندَها بشرٍ فاجعلْ كيدَه في تَباب، وسَعيَه في خَسَار، وأمْرَه إلى بَوَار، اللهم ارفع الضُّرَ عن المُتضرِّرين مِن المسلمين في كلِّ أرض، وأعِذْنَا وإيَّاهُم مِن الفتن ما ظهرَ مِنها وما بطَن، ووفِّق الوُلَاةَ ونُوّاَبَهُم وعُمَّالَهُم إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمسلمين، ونُصْرةِ التوحيدِ والسُّنَّة، إنَّكَ سميعٌ مجيب، وأقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولَكم.

تنبيه مُهم:

ما بين القوسين في أوَّل الخطبة:

[ اليومَ قد دخلتم ] [ في غدِكُم القريب داخلون  ].

راجع إلى  دخول الشهر في بلد الخطيب، يختار مِنهما ما هو مناسب لتاريخ بلدته.