إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > الفقه > خطبة مكتوبة بعنوان: ” المتكاسلون والغافلون عن الحج مع وجوبه عليهم وعظيم فضله ” ملف [word] مع نسخة الموقع.

خطبة مكتوبة بعنوان: ” المتكاسلون والغافلون عن الحج مع وجوبه عليهم وعظيم فضله ” ملف [word] مع نسخة الموقع.

  • 12 مايو 2022
  • 1٬535
  • إدارة الموقع

المتكاسلون والغافلون عن الحج مع وجوبه عليهم وعظيم فضله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

المتكاسلون والغافلون عن الحج مع وجوبه عليهم وعظيم فضله

الخطبة الأولى:ـــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ العظيمِ الحليم، الكريمِ القدير، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ العليمُ الخبير، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ الصادقُ الأمين، فاللهمَّ صلِّ عليهِ وعلى آلِه وأصحابِه الأئمةِ الأبرار، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ، أيُّها الناس:

فاتقوا اللهَ ربَّكُم الذي يُحيي العظامَ وهيَ رَميم، واخشوا يومًا تُعرضونَ فيهِ عليهِ لا تَخفَى مِنكم خافية، يومَ يحُصَّلُ ما في الصُّدور، ويَكونُ الناسِ إلى جنَّةٍ أو نارٍ تَسْتعر، حيثُ قالَ سبحانَه آمِرًا لكم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }، واعلَموا أنَّ مِن تقواهُ ــ جلَّ وعلا ــ المبادرةَ إلى حجِّ بيتِه الحرام، امتثالًا لأمرِه، وتعظيمًا لجلالِه، وإحسانًا لأنفسِكم، ورِفعةً لدرجاتِكم، وأداءً لِما وجَبَ عليكم، فإنَّه سبحانَه قد أوجَبَ عليكمُ الحجَ وفرَضَهُ في كتابه العزيز فقال ــ عزَّ وجلَّ ــ: { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا }، وصحَّ أنَّ نبيَّكم صلى الله عليه وسلم وقفَ خطيبًا في الناسِ فقالَ لهم: (( أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا )).

إلَا وإنَّ مِن دلائلِ تكريمِه سبحانَه لكُم، ورحمتِه الشِّديدةِ بكُم، وإِفْضَالِه لكُم، وإنعامِه عليكم في بابِ الحجِ إلى بيتِه الحرامِ، هذهِ الأمورِ السَّبعة:

ألأوَّل: أنَّه ــ جلَّ وعزَّ ــ قد جعلَ فريضةَ الحجِ إلى بيتِه الحرامِ إحدى الدعائمِ الخمسِ التي بُنِيَ عليها دِينُه الإسلام، حيثُ صحَّ عن رسولِه صلى الله عليه وسلم إليكُم أنَّه قال: (( بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ )).

والثاني: أنَّه سبحانَه لم يُوجِبِ الحجَ عليكُم في العُمُرِ إلا مرَّةً واحدةً فقط، رحمةً بكُم، وتخفيفًا عليكُم، حيثُ ثبتَ عن نبيِّه الكريمِ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ: كُتِبَ عَلَيْكُمِ الْحَجُّ، فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، الْحَجُّ مَرَّةٌ، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ )).

والثالث: أنَّه ــ تباركَ اسمُه ــ جعلَ الحجَ مِن أسبابِ مغفرةِ الذُّنوبِ الكثيرة، حيثُ صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ )).

والرَّفَثُ هوَ: الجِماعُ في حالِ الإحرامِ ومُقدِّماتِه مِن مُباشرةٍ للنساءِ أو تَقبيلٍ أو نظرٍ بشهوةٍ أو استمناء، والنُّطقُ بفاحشِ الكلامِ وقبيحِه.

والفُسُوقُ: يَشملُ المعاصي كلَّها، معاصي القلبِ واللسانِ والجوارحِ مِن أيْدٍ وأقدامٍ وعيونٍ وآذانٍ وفُروجٍ وغيرها.

وثبتَ عن شَقيقِ بنِ سَلَمةَ أنَّه قال: (( أَرَدْتُ الْحَجَّ، فَسَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ ــ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ــ فَقَالَ: إِنْ تَكُنْ نِيَّتُكَ صَادِقَةً، وَأَصْلُ نَفَقَتِكَ طَيِّبَةً، وَصُرِفَ عَنْكَ الشَّيْطَانُ حَتَّى تَفْرُغَ مِنْ عَقْدِ حَجِّكَ، عُدْتَ مِنْ سَيِّئَاتِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أَمُّكَ )).

والرابع: أنَّه ــ عزَّ شأنُه ــ جعلَ الحجَ مِن أعظمِ أسبابِ دخولِ الجنَّةِ، والتَّنعُّمِ بما فيها مِن خيراتٍ حِسان، حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( الحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ )).

والحجُ المَبْرُورُ هوَ: الحجُ الذي ليس فيه ما يُبطِلُهُ مِن محظوراتِ الإحرام، ولا ما يُنقِصُ ثوابَه مِن فِعلِ محظوراتٍ أو ذُنوبٍ قوليةٍ أو فِعلية.

والخامس: أنَّه ــ تباركَ وتقدَّسَ ــ جعلَ الحجَ مِن أسبابِ العِتقِ مِن النَّار ــ، حيثُ صحَّ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ )).

والسادس: أنَّه سبحانَه جعلَ الحجَ مِن الجهادِ في سبيلِه، حيثُ صحَّ أنَّ أمَّ المؤمنينَ عائشةَ ــ رضي الله عنها ــ قالت: (( قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نُجَاهِدُ مَعَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَكِ أَحْسَنُ الْجِهَادِ وَأَجْمَلُهُ الْحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَا أَدَعُ الْحَجَّ أَبَدًا بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )).

والسابع: أنَّه تعالى جعلَ مُتابعةَ الحجِّ والعُمرةِ مِن أسبابِ سَعةِ الرِّزق، وذهابِ الفقرِ، ومَحوِ الذُّنوبِ وتكفيرِها، حيثُ ثبتَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ )).

فماذا نُريدُ ــ معاشِرَ المسلمينَ ــ بعدَ هذا الفضلِ مِن فضْل؟ وبعدَ هذا الإكرامِ مِن إكرام؟ وبعدَ هذهِ الأجورِ مِن أُجور؟ وصدَق اللهُ القائلُ في كتابِه العزيزِ مُمتنًّا على عِبادِه المؤمنين: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }.

وسُبحانَ اللهِ وبحمدِهِ بُكرةً وأصيلًا، وله الحمدُ على كلِّ حال.

الخطبة الثانية:ــــــــــــــ

الحمدُ للهِ الكبيرِ المُتَعَال، والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً مِن ولدِ عدنان، وعلى الصَّحبِ لهُ والآل.

أمَّا بعدُ، أيُّها الناس:

فماذا يَنتظرُ مَن لم يَحجَّ فريضتَهُ بعدما سمِعَ مِن أحاديثَ نبويَّة؟ أيَنتظِرُ أنْ يَفجِأَهُ الموتُ وهوَ لم يُؤدِّ فريضتَهُ بعْد، أمْ ينَتظِرُ حتى يُبتلَى بمرضٍ أو كِبَرٍ يُقعدانِهِ عن الحجِّ، أو يَنتظِرُ الفقرَ والحاجةَ بعدَ وجودِ النَّفقةِ والمال؟

ألم يَسمعْ قول ربَّه ــ جلَّ وعلا ــ لهُ ولِغيرِه آمِرًا ومُرغِّبًا: { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }؟، وامتثالُ أمْرِ اللهِ بالمسارعةِ إلى المغفرةِ والجنَّةِ إنَّما يكونُ بالمبادرةِ والعجَلةِ إلى فعلِ الطاعاتِ مِن فرائضَ ومُستحبَّاتٍ قبلَ نُزولِ الموت، وحُلولِ الأجل، وحصولِ ما يَعوقُ مِن مرضٍ أو كِبَرٍ أو حبْسٍ أو فِتنٍ أو حُروبٍ أو أعمالٍ مشغلة.

ألم نَسمعْ قولَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّحيحِ آمِرًا لنا ومُرهِّبًا: (( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ))؟ وثبتَ عن غُنيمِ بنِ قيسٍ ــ رحمه الله ــ أنَّه قال مُبينًّا لَنا حالَ سَلفِنا الصالحِ مِن الصحابة والتابعين: (( كُنَّا نَتَوَاعَظُ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ بِأَرْبَعٍ، كُنَّا نَقُولُ: اعْمَلْ فِي شَبَابِكَ لِكِبَرِكَ، وَاعْمَلْ فِي فَرَاغِكَ لشُغْلِكَ، وَاعْمَلْ فِي صِحَّتِكَ لِسَقَمِكَ، وَاعْمَلْ فِي حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ )).

فالحَذَرَ الحذرَ ــ عبادَ اللهِ ــ مِن التكاسلِ عن أداءِ فريضةِ الحجِّ، مع وجودِ الصِّحةِ والعافيةِ، وحصولِ الميسَرةِ في الرٍّزقِ، وتوفُّرِ الأمْنِ في الطريقِ والمناسِك، فقد ثبتَ أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ ــ رضي الله عنه ــ قال: (( لِيَمُتْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا رَجُلٌ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، وَجَدَ لِذَلِكَ سَعَةً، وَخُلِّيَتْ سَبِيلُهُ، لَحِجَّةٌ أَحُجُّهَا وَأَنَا صَرُورَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سِتِّ غَزَوَاتٍ أَوْ سَبْعٍ ))، والصَّرورَةُ هوَ: الذي لم يَحجَّ حَجَّة الفريضةِ بعْد.

وثبتَ عن الأسودِ بنِ يزيدِ ــ رحمه الله ــ أنَّه قال لِرَجُلٍ مٍن قومِه مُوسِرٍ: (( لَوْ مِتَّ وَلَمْ تَحُجَّ لَمْ أُصَلِّ عَلَيْكَ ))، وثبتَ عن عبدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ ــ رحمه الله ــ أنَّه سُئِل عن رَجُل ماتَ ولم يَحجَّ وهوَ مُوسِرٌ؟ فقال: (( مَاتَ وَهُوَ لِلَّهِ عَاصٍ ))، وثبتَ عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( لَوْ كَانَ لِي جَارٌ مُوسِرٌ، ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، لَمْ أُصَلِّ عَلَيْهِ )).

وقد ذهبَ أكثرُ أهلِ العلمِ، مِنهم: أبو حنيفةَ ومالكٌ وأحمد إلى أنَّ الحجَّ واجبٌ على المُكلَّفِ على الفورِ إذا توفَّرَتِ الاستطاعة، ومَن أخَّرَهُ وأجَّلَهُ أثِمَ وكان لِربِّه عاصيًا.

وقد قال العلامةُ العثيمينُ ــ رحمه الله ــ واعِظًا لَنا ومُذَكِّرًا:

“كيف تَطيب نفس المؤمن أنْ يَترك الحج مع قدرته عليه بماله وبَدنه وهو يعلم أنَّه مِن فرائض الإسلام وأركانه، كيف يَبخل بالمال على نفسه في أداء هذه الفريضة، وهو يُنفق الكثير مِن ماله فيما تهواه نفسه، وكيف يُوفِّر نفسه عن التَّعب وهو لا يَجب في العُمُر سِوى مرَّة واحدة، وكيف يتراخَى ويؤخِّر أداءَه وهو لا يَدري لعلَّه لا يستطيع الوصول إليه بعد عامه، فاتقوا الله عباد الله، وأدُّوا ما فرَضه الله عليكم مِن الحج تعبُّدًا لله تعالى، ورضًا بحكمه، وسمعًا وطاعة لأمْره، إنْ كنتم مؤمنين، ومَن لم يَحج مع قُدرته على الحج فإنَّ إسلامه غير تام، فانتهزوا الصَّحةَ في الأبدان، والأمْنَ في الأوطان، أمَا تَرون كيف يسَّر الله لكم الأسفار، وكيف أزال عنكم ما يَصحبها مِن الأضرار والأخطار، تَخرجون مِن بلادكم إلى أمِّ القُرى آمنين، وتَرجعون مِنها بصحة وعافية مطمئنين، لا تخافون عدوًا ولا قاطعًا، والسفر بضْعة أيام، وفي رواحل برِّية، ورواحل جوية، على أكمل الوجوه، وأتمِّ الراحات، نفقاتٌ يسيرة، ونِعمٌ جليلة كثيرة، وقد بُسِطت لنا الأموال، ويُسِّرت لنا الصعوبات الثِّقال، أمَا علمتم بما كان الناس يعانونه في أسفارهم قبل زمَنٍ قليل، يعانون المَخاوِف والقلق، والتَّعب في الحطِّ والرِّفع، والنُّزول والرحيل، وينفقون نفقاتٍ باهضة، ومالٍ كثير، ومع ذلك فهُم يتلقَّون ما أصابهم بصدور رَحْبة، ونفوس طيبة، يبتغون بذلك ما عند الكريم الجليل”.اهـ

فاللهمَّ إنَّا نعوذ بك مِن قلبٍ لا يخشع، وعلمٍ لا ينفع، وعينٍ لا تدمع، ودعوةٍ لا يُستجاب لها، اللهم يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلوبَنا على دِينك، اللهم يا مصرِّف القلوب صرِّف قلوبَنا على طاعتك، اللهم إنَّا نسألك متابعة القرآن والسُّنة في أقوالنا وأفعالنا واعتقاداتنا، اللهم أرفع الضُّر عن المتضررين مِن المسلمين في كل مكان، اللهم قرِّب عبادك إلى التوحيد وأبعدهم عن الشرك، وقرِّبهم إلى السُّنة وأبعدهم عن البدع، وقرِّبهم مِن الطاعة وأبعدهم عن المعاصي، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لِما تُحِب وترضى، وأزِل بِهم الشرك والبدع والمعاصي، واحفظ بِهم التوحيد والسُّنة، وأضعف بِهم البَغْيَ والعدوان والظلم والفساد، اللهم اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وسائر أهلينا إنَّك سميع الدعاء، وأقول قولي هذا، واستغفر اللهَ لي ولكم.