إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > التربية > رسالة ونصيحة بعنوان: “يا أهل السنة والحديث والجماعة أتباع السلف الصالح من طلاب علم وخطباء وباحثين وكتاب ومشرفي برامج ومواقع ومجموعات وحسابات تواصل” ملف: [word] و [pdf] مع نسخة الموقع.

رسالة ونصيحة بعنوان: “يا أهل السنة والحديث والجماعة أتباع السلف الصالح من طلاب علم وخطباء وباحثين وكتاب ومشرفي برامج ومواقع ومجموعات وحسابات تواصل” ملف: [word] و [pdf] مع نسخة الموقع.

  • 14 يونيو 2022
  • 2٬167
  • إدارة الموقع

يا أهل السنة والحديث والجماعة أتباع السلف الصالح مِن طلاب علم وخطباء وباحثين وكتاب ومشرفي برامج ومواقع ومجموعات وحسابات تواصل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا أهل السنة والحديث والجماعة أتباع السلف الصالح مِن طلاب علم وخطباء وباحثين وكتاب ومشرفي برامج ومواقع ومجموعات وحسابات تواصل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يا أهل السُّنة والحديث والجماعة أتباع السَّلف الصالح مِن طلاب علم وخطباء وباحثين وكُتَّاب ومُشرِفي برامج ومواقع ومجموعات وحسابات تواصل

الحمد لله، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى.

ــــــ وبعد، يا فيأهل السُّنة والحديث والجماعة أتباع السَّلف الصالح ــ سدَّدكم الله وسلَّمكم ــ:

إنَّ دِين الله الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، وباقي السَّلف الصالح مِن أهل القُرون الثلاثة الأولى المُفضَّلة:

يُغزَى اليوم، وفي هذا العصر شديدًا، ويُحارَب كثيرًا، ويُحذَّر مِنه باستمرار، ويُنفَّر عنه بضَرَاوة وشراسَة، ويُضيَّق على كتبه ودعاته وتشريعاته ومساجده في أماكن عديدة، ويُسعَى في هدم أصوله وأحكامه، وتشويهها وتكريهها للناس عمومًا وخصوصًا.

إنَّه يُغزِى مِن دُول كُفر، وكافرين بالله ورُسوله، ومِن لادِينيين وعلمانيين ولِبراليين وتغريبيين.

ومِن منظماتٍ غربية وشرقية، ومِن شيعةٍ رافضة، وصوفيةٍ غُلاة طُرقية، وإباضيةٍ ومُعتزلة وأشعرية، وإخوان مسلمين وتبليغيين، وتكفيريين إرهابيين، وأحزاب سياسية، واستخبارات مُختلِفة.

ومِن قنوات فضائية وإذاعات ومجلات، ومواقع انترنت، وبرامج تواصل، وحسابات شخصية ومُنظماتية وجماعية.

ومِن إباحيين مُفسِدين أهل انحلال وخَلاعة ومُجون ورذيلة.

ومِن بعض دُورِ إفتاءٍ، ومُفتين، ومشيَخةٍ، ودُعاة، ومُفكِّرين.

ومِن مراكز، وأربطة، وزوايا، وخلوات، وحوزات، وجامعات، ومؤتمرات.

ومِن رسائل ماجستير، ودكتوراة، وبحوث، ومؤلَّفات.

يُغزَى مِنهم على انفراد، وفي تعاون بين بعض وتعاضُد كتابيٍّ ومالي ووظيفي، وباستمرار، وكثرة مهولة عجيبة، وطُرُق متنوعة.

تُغزَى عقائده وأصوله الكبار، ويُغزَى فقهه وأحكامه، بالرَّد والإضعاف، والتشويه والتلبيس، والفتن، وتهييج العالم عليه، وعليها.

يُغزَى بنشر الشِّركيات والبدع، وتجويزها، ودعمها المالي والسياسي والوظيفي والإفتائي، وإلباسِها لِباس الإسلام الصَّحيح.

يُغزَى التوحيد في معناه، ومسائله، ونواقضه، ونُصوصه، وتُغزَى السُّنة في معناها، ومسائلها، وأحكامها، ودلائلها.

تُغزى الأحاديث النَّبوية الصَّحيحة في ثبوتها، والاستدلال بها، وقبولها، والتسليم لها، والتحاكم إليها، وتشويه أحكامها السَّامية العالية، ومقاصدها الجميلة الجليلة.

يُغزَى فَهْم الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ وباقي السَّلف الصالح لِنصوص القرآن والسُّنة النَّبوية بردِّه وتحريفه، وإضعافه وتأويله، والطعن في أهله، والقدح فيه، وتشويهه.

تُغزَى الطائفة النَّاجية المنصورة أهل السُّنة والجماعة والحديث في مصادرها، واعتقادها، ومنهجها، وعلمائها، ودعاتها، ودروسها، وخطبها، ومحاضراتها، وكتبها، وصورتها.

ــــــ أهل السُّنة والحديث والجماعة أتباع السَّلف الصالح ــ سدَّدكم الله وسلَّمكم ــ:

إنَّه مع هذا الغَزو كله، وشِدَّته وضراوته واستمراره وتنوعه واختلاف أهله، فإنَّه يُلاحظ معه وبمُقابله عند كثيرين مِن أهل السُّنة والحديث والجماعة أتباع السَّلف الصالح بعض أُمور:

الأوَّل ــ الضَّعف في طلب العلم الشرعي، وتحصيله، وحفظ متونه، ودراسة مسائله ونصوصه، ومعرفة مسائل الوفاق والخلاف، والتدقيق في مسائل الاعتقاد والسُّنة والبدع والأحكام والاستدلال والأدلة.

الثاني ــ الضَّعف في نشر التوحيد والسُّنة، وبيان مسائلهما وأدلة تقريرهما، والتحذير مِن الشِّرك والبدع، وبيان مسائلهما وأدلة إبطالهما، وكشف الشُّبه والتلبيسات المُلقاة حول ذلك.

حتى إنَّه لتَمُر مواسم الشركيات، واحتفالات البدع، ومؤتمراتهما، وأعياد الكفر والفساد، فلا يَخطب أو يُحذِّر أو يتكلم أو يَكتب أو يَنشر في نقضها وتحذير العِباد مِنها إلا القليل.

الثالث ــ الضَّعف في دعوة الناس إلى التَّمسُّك والاستمساك بالسُّنة النَّبوية، ومُتابعة السَّلف الصالح، والسَّير على طريقهم، ولُزوم منهجهم، وكشف أهل البدع والأهواء، والتحذير مِنهم، ودَحْض باطلهم، وإزهاق ضلالاتهم.

الرابع: الإقلال مِن الكلام عن التوحيد والسُّنة والشِّرك والبدع، ولُزوم التوحيد والسُّنة ومنهج السَّلف الصالح، والتحذير مِن أهل الضَّلال في باب الشركيات والبدع والمناهج الأحزاب والجماعات والفساد الأخلاقي في الخطب والمحاضرات والدروس وشروح كتب العلم.

الخامس ــ التأثُّر ببعض الفتن، ومسائلها، وما أُثير حولها، والموقف مِنها، حتى:

1 ــ أشغلَت وصرَفت عديدين بها عن دفع وحرْب هذا الغَزو.

2 ــ وثبَّطَت وأضعَفت آخَرِين عنه.

مع أنَّ هذا الغَزو يَستهدف جميعهم، بل يَستهدف المُعتقد والمنهج الذي هُم عليه كله.

ــــــ أهل السُّنة والحديث والجماعة أتباع السَّلف الصالح ــ سدَّدكم الله وسلَّمكم ــ:

قوموا بواجبكم تجاه دِّين الله الصَّحيح الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، وباقي السَّلف الصالح مِن أهل القُرون الثلاثة الأولى:

تعلُّمًا، وعملًا، ودعوة، ونشرًا، ودفعًا ودفاعًا، وتذكيرًا، وهدمًا للباطل بصنوفه، وهدمًا للشُّبَه والتدليس والتلبيس.

واعمُروا بهذا:

دروسكم، وخطبكم، ومحاضراتكم، وشروحكم لِمُتون العلم، وكتاباتكم، وصوتياتكم، ومجالسكم، ومواقعكم الإلكترونية، وبرامجكم ومجموعاتكم التواصلية، وحساباتكم الشخصية.

مع تجليل ذلك:

بعلمٍ مُدَقَّق مدروس، وحُججٍ ثابتة ظاهرة واضحة، ورِفق دائم، ولِين مُستمر، ولُطفٍ وشَفقَة، وخطابٍ جميل رائق رائع، وأسلوبٍ ماتع نافع، وعبارةٍ رقيقة بيِّنة سهلة، وحِكمةٍ عالية، وتَعقُّلٍ باهر ورَوِيَّة، ومراعاةٍ للمصالح والمفاسد، وإضعاف للفتن والشُّرور وتَهيُّج النُّفوس.

وإيَّاكم:

أنْ تَجبُنوا وتَضعُفوا، أو تَفتُروا وتنكسِروا، أو تخشوا وتخافوا، فما عند الله خيرٌ وأبْقَى.

وقد قال الله ــ جلَّ وعلا ــ مُرهِّبًا لكم: { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }.

وقال سبحانه مُبشِّرًا لكم ومُحفِّزًا: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ }.

وصحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بشَّركم وصبَّركم وسلَّاكم، فقال صلى الله عليه وسلم فيما صحَّ عنه: (( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَـهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ ــ عَزَّ وَجَلَّ ــ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ )).

ــــــ أهل السُّنة والحديث والجماعة أتباع السَّلف الصالح ــ سدَّدكم الله وسلَّمكم ــ:

كونوا عونًا وعضُدًا وتقوية:

لإخوانكم مِن أهل العلم وطلابه الذين يَردُّون بالكتابات والصوتيات على دُعاة الباطل مِن أهل الشُّبهات والشَّهوات، دُعاة البدع والأهواء والفساد الأخلاقي.

وذلك: بالشُّكر لهم، والدعاء، والثناء بالجميل، والنَّشر لِردُودهم.

حيث نَصروا الإسلام بها، ودفعوا ودافعوا عنه، وكسروا الباطل، وأضعفوا أهله ودعاته، وأسقطوا عنَّا ما قد يجب علينا، ونأثَم بتركه.

ولا تتسبَّبوا في تَثبيطهم أو تَخذيلهم عن هذا الواجب، أو إضعافهم عنه، لا بقول، ولا فِعل، ولا موقف، ولا رَأي عقل، ولا غير ذلك.

فالقائم بهذا الباب والواجب مُجاهد في سبيل الله، وقليلٌ ما هُم، وفِعله مِن أعظم أنواع الجهاد الشرعي.

وإنْ كان مِن خطأ في شيء، فلا يَسلم مِنه أحد، لا عالم راسخ، ولا طالب علم قوي، فكيف بمَن هو دونهم.

ولكن يُعزَّز صاحبه ويُنصر ويُكرَم:

بالتوجيه الحسن، والكلام الطيب، والأسلوب اللطيف، وبالعلم، وطريقته، ورِفقه، وأدبه، وألفاظه.

وقبل ذلك يُدرس هذا الخطأ بطريقة الشرع، ويُثبَت أنَّه خطأ ومُخالف بالشرع، ثم يُتعامل معه بالشرع وحُكمه وميزانه وعدله، لا بالنفس وما يَختلِجها، ولا رأي العقل وما فيه.

ــــــ أهل السُّنة والحديث والجماعة أتباع السَّلف الصالح ــ سدَّدكم الله وسلَّمكم ــ:

احذروا شديدًا، وانتبهوا كثيرًا أنْ يكون في كلامكم الصوتي والمكتوب، وموافقكم، وأفعالكم، وطريقتكم في الكلام عن الدِّين، والذَّب عنه، وعن أهله، وضعف علمكم الشرعي:

ما يَضُر بالدعوة إلى الدِّين الصَّحيح، والطريق القويم، والمنهج المستقيم،  الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، وباقي السَّلف الصالح مِن أهل القُرون الثلاثة الأولى.

فيفتَح على دعوتكم وعقيدتكم ومنهجكم وعلمائكم ودعاتكم وأنفسكم أمورًا عديدة، مِنها:

أوَّلًا ــ كثرة الفتن والشُّرور والاختلافات والخصومات والتحريض والتشويش.

ثانيًا ــ زيادة تسلُّط واستطالة المُغرِضين مِن أهل البدع والأهواء والفساد والنُّفوذ والوجاهة.

ثالثًا ــ استغلال واحتجاج أهل الباطل بذلك لِرَدِّ دعوة السَّلف الصالح وعقيدتها ومنهجها، وتنفير الناس عنها، وعن علمائها، ودعاتها، وكتبها، وتشويهها، وتشويه أهلها.

رابعًا ــ اشتغال بعضكم ببعض عمَّا هو أهَم شرعًا، وأوجَب دِينًا، وأعظم أجرًا، وأكبر نفعًا للخلق، وأقوى لكم في العلم والعمل.

خامسًا ــ نُفرَة بعضكم مِن بعض، وتباغُضِكم، وتهاجُركم، وتقاطُعكم، حتى لكأنَّ الناظر عن قُربٍ أو بُعد يظن أنَّ العقيدة مُختلفة، والمنهج مُغاير، والعداوة مِن أكبر ما تكون.

 

وكتبه:

عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد.