إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > الحديث > خطبة مكتوبة بعنوان: « حق المسلم على المسلم ست ». ــ ملف [ WORD – PDF ] مع نسخة الموقع.

خطبة مكتوبة بعنوان: « حق المسلم على المسلم ست ». ــ ملف [ WORD – PDF ] مع نسخة الموقع.

  • 3 أغسطس 2023
  • 5٬522
  • إدارة الموقع

حقُّ المُسلم على المُسلمِ سِتٌّ

الخطبة الأولى: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ قيومِ السَّماواتِ والأرَضِينَ ومَن فيهنَّ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ القهَّارُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ المَخصوصُ بالشفاعةِ وعُمومِ الإرسال، اللهمَّ فصَلِّ وسلِّم عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أهلِ الرِّضوان.

أمَّا بعدُ، أيُّها المُسلمون:

فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((«حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ»، قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» )).

وموضوعُ هذا الحديثِ ــ يا عِبادَ اللهِ ــ هوَ: بيانُ شيءٍ مِن حقوقِ المُسلمِ على أخيهِ المُسلمِ مِن أيِّ بلدٍ كانَ، وبأيِّ لُغةٍ تكلَّمُ، ومِن الأقاربِ كانَ أو الأباعِدِ.

فالمسلمونَ كما قالَ ربُّهُم ــ جلَّ وعلا ــ في وصْفِهِم: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }، وكما صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ ))، وصحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قالَ: (( الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ )).

وكُلَّما قرُبَ المُسلمُ مِن المُسلمِ كانَ حقُّهُ عليهِ أقوى وآكَد، كأنْ يكونَ قريبًا لَهُ، أو جارًا في سكنٍ أو عملٍ، أو صاحبًا ورَفيقًا، أو زَميلًا في عملٍ أو سكَنٍ أو دراسةٍ، أو مِمَّن يَعرِف.

وتشريعُ هذهِ الحقوقِ وأمثالِها، والترغيبِ فيها: يَدُلُّ على حرْصِ شريعةِ الإسلامِ على أسبابِ تآلُفِ المُسلمينَ، وائتِلافِ قلوبِهِم، وزيادَةِ المَحبَّةِ بينَهُم، واتِّسَاعِ تراحُمِهِم وتعاضُدِهِم.

الحقُّ الأوُّلُ: إلقاءُ المُسلمِ السلامَ على أخيهِ المُسلمِ عندَ لُقيَاهُ أو المُرورِ بِهِ أو الإتيانِ إليه، بأنْ يقولَ «السَّلامُ عليكم».

وإلقاءُ السَّلامِ سُنَّةٌ باتفاقِ العلماءِ، ورَدُّهُ واجبٌ باتفاقِ العلماءِ، وقد دَلَّ على وجوبِ رَدِّ السلامِ قولُ اللهِ ــ عَزَّ وَجَلَّ ــ آمِرًا ــ: { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }.

والجماعةُ مِن الناسِ إذا مَروا بواحدٍ أو أكثر، أو دَخلوا على واحدٍ أو أكثر، فسَلَّمَ واحدٌ مِنهُم، أو رَدَّ عليهِمُ السَّلامَ أحدُهُم: أجزأَ السَّلامُ والرَّدُ عن الجميعِ عندَ أكثرِ العلماءِ، وإنْ سلَّمَ أو رَدَّ الجميعُ فزيادَةُ حسناتٍ لهُم، وذلك لِمَا ثبتَ مِن طُرقٍ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( يُجْزِئُ عَنِ الْجَمَاعَةِ إِذَا مَرُّوا أَنْ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمْ، وَيُجْزِئُ عَنِ الْجُلُوسِ أَنْ يَرُدَّ أَحَدُهُمْ )).

وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ في بيانِ فضلِ السَّلامِ، وفائدتِهِ للمسلمينَ في الدُّنيا: (( لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ )).

والسلامُ عندَ العلماءِ حقُّ للمسلمِ دونَ الكافر، ويَحرُمُ بَدءُ الكافرِ بالسلامِ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ قالَ: (( لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ )).

وإنْ كانَ للمُسلمِ عندَ الكافرِ حاجة، أو كان المُسلِمُ يَخشَى مِن أذِيَّة الكافرِ لهُ، أو يُريدُ أنْ يَتألَّفَ قلبَهُ إلى الإسلام: فلا بأسَ أنْ يقولَ لهُ: “كيفَ الحالُ”، أو “مرحبًا”، أو “أهلًا”، أو “كيفَ أصبَحتَ”، أو “كيفَ أمسَيتَ”، وما أشبَهَ ذلكَ مِن الكلام.

الحقُّ الثاني: إجابةُ المُسلمِ دعوةَ أخيهِ المُسلمِ إذا دعاهُ إلى ولِيمَةِ طعام.

والوَلِيمَةُ نوعان:

النَّوعُ الأوَّلُ: ولَيمَةُ العُرْسِ، وهذهِ الوليمةً يَجبُ الإجابةُ إليها إذا خُصَّ بِها المَدْعُو مِن قِبَلِ صاحبِ العُرْسِ أو نائبِهِ، ولم يُوجَدْ فيها مُنكَرٌ، كالظاهرِ مِن البدعِ والمعاصي، وقد نَقلَ بعضُ العلماءِ اتفاقَ الفُقهاءِ على وجوبِ إجابتِها، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ فَلْيُجِبْ )).

النَّوعُ الثاني: ولِيمَةُ غيرِ العُرْسِ، كوَلِيمَةِ الخِتانِ، وولِيمَةِ الضَّيفِ، وغيرهما، وإجابةُ هذهِ الولائمِ سُنَّةٌ عندَ أكثرِ العلماءِ.

الحقُّ الثالثُ: نصيحةُ المُسلمِ لأخيهِ المُسلمِ إذا خصَّهُ فطلبَها مِنه.

ونصيحةُ المُسلمِ لأخيهِ المسلمِ قد تجبُ في أحوالٍ ومسائلَ وأوقاتٍ، وقد تُستحَب، ويَزدادُ تأكُّدُّها إذا خصَّهُ فطلبَها مِنهُ، وقد أوجبَها في مِثلِ هذا الحالِ جمعٌ مِن العلماءِ، لأمرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديثِ بقوله: (( وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ))، ومعناهُ: «إذا طلبَ مِنكَ النَّصيحةَ في شيءٍ أو استشارَكَ في عملٍ مِن الأعمالِ فانصَحْ لهُ بما تُحِبُ لِنفسِكَ، ولا تُداهِنُهُ ولا تَغُشُّهُ، ولا تُمسِكْ عن بيانِ النَّصيحة».

وصحَّ: (( إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ شِئْتُمْ لَأُقْسِمَنَّ لَكُمْ بِاللَّهِ: أَنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ الَّذِينَ يُحَبِّبُونَ اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ، وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ بِالنَّصِيحَةِ» ))، وصحَّ عن جَريرٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ أنَّه قالَ: (( بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ )).

الحقُّ الرابعُ: تَشمِيتُ المُسلِمِ لأخيهِ المُسلمِ إذا عَطسَ فحمِدَ اللهَ تعالى، بأنْ يقولَ لَه: «يَرحَمُكَ اللهُ».

وقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: «الحَمْدُ لِلَّهِ»، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: «يَرْحَمُكَ اللَّهُ»، فَإِذَا قَالَ لَهُ: «يَرْحَمُكَ اللَّهُ»، فَلْيَقُلْ: «يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» )).

ومَن لم يَحمَدِ اللهَ بعدَ عُطاسِهِ أو حمِدَ اللهَ بصوتٍ لا يُسمَعُ، فقد أسقطَ حقَّهُ في التَّشْمِيتِ بالدُّعاءِ لَهُ بالرَّحمةِ، حيثُ صحَّ عن أنسٍ ــ رصيَ اللهُ عنهُ ــ أنَّه قالَ: (( عَطَسَ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَمَّتَّ هَذَا وَلَمْ تُشَمِّتْنِي، قَالَ: «إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَلَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ» )).

وإذا عَطسَ رجلٌ في جماعةٍ عديدةٍ مِن الناسِ، وحمِدَ اللهَ، فشمَّتَهُ واحدٌ مِن القومِ: أجزأَ تشمِيتُهُ عنهُم جميعًا عندَ أكثرِ العلماءِ، وإنْ شمَّتَهُ جميعُ مَن سَمعَهُ فحسَنٌ جدًّا، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ، فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ )).

وإذا عَطسَ كافرٌ فحمِدَ اللهَ، فإنَّهُ لا يُشمَّتُ بالدُّعاءِ لهُ بالرَّحمةِ، بل يُدعَى لهُ بالهدايةِ، لِمَا صحَّ عن أبي موسى ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ أنَّه قالَ: (( كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: “يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ”، فَكَانَ يَقُولُ: «يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بالكم» )).

الحقُّ الخامسُ: عِيادَةُ وزيارةُ المُسلِم لأخيهِ المُسلِم في وقتِ مَرَضِه.

وقد نُقِلَ اتفاقُ العلماءِ على أنَّها مِن السُّننِ.

وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ»، قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «جَنَاهَا» ))، وصحَّ عن طاوسٍ تلميذِ الصحابةِ أنَّهُ قالَ: (( أَفْضَلُ الْعِيَادَةِ أَخَفُّهَا ))، وقالَ الإمامُ ابنُ عبدِ البَرِّ المالكيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «ولا خلافَ بينَ العلماءِ والحُكَماءِ: أنَّ السُّنةَ في العيادةِ التخفيفُ إلا أنْ يكونَ المريضُ يَدعو الصديقَ إلى الأُنسِ بِه»، وصحَّ عن أبي مِجْلَزٍ تلميذِ الصحابةِ أنَّه قال: (( لَا تُحَدِّثِ الْمَرِيضَ إِلَّا بِمَا يُعْجِبُهُ )).

الحقُّ السادسُ: اتِّباعُ المُسلمِ جَنازةَ إخيهِ المُسلمِ إذا مات.

وقد نُقِلَ اتفاقُ العلماءِ على أنَّهُ مِن السُّننِ في حقِّ الأعيان.

وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ )).

وأمَّا اتَّباعُ المرأةُ للجَنازَةِ، فقد صحَّ عن أُمِّ عطيَّةَ ــ رضيَ اللهُ عنها ــ أنَّها قالت: (( نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا )).

اللهمَّ: انفعْنا بما علَّمتَنا، وزِدْنا علمًا وعملًا وتُقًى، إنَّكَ جوادٌ كريم.

الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ الأعلَى، وسَلَّمَ على النَّبيِّ المُصْطَفى، وآلِه وصَحبِه وصَلَّى.

أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمون:

فاتقوا اللهَ ــ جلَّ وعلا ــ بإصلاحِ قلوبِكُم، وتطييبِ ألسِنَتِكُم، وإحسانِ أفعالِكمِ، ومُحاسَبَتِكُم لأنفُسِكُم، ومحبَّتِكُم لِغيرِكُم مِن المسلمينَ ما تُحِبُّونَهُ لأنفُسِكُم، فقد قالَ سبحانهُ آمِرًا: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ))، وصحَّ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: (( فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ )).

اللهمَّ: اهدِنا لأحسَنِ الأعمالِ والأخلاقِ لا يَهدِي لأحسَنِها إلا أنت، واصْرِف عنَّا سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عنَّا سَيِّئَهَا إلا أنت، اللهمَّ: جنَّبنا الشِّركَ والبِدعَ والمعاصي، وارزُقَنا لُزومَ التوحيدِ والسُّنَّةِ إلى المَمات، اللهمَّ: ارفعْ عن المسلمينَ ما نَزلَ بِهِم مِن ضُرٍّ وبلاءٍ، وقتلٍ واقتتالٍ، ووسِّع علينا وعليهِم في الأمْن والرِّزق والعافية، اللهمَّ: سدِّدِ الحُكامَ ونُوابَهم وجُندَهم إلى مراضيكَ، وارْحَمْ موتانا وموتَى المُسلمينَ، وأكرِمْنا وإيَّاهُم برضوانِكَ والجنَّة، إنَّكَ سميعُ الدٌّعاء، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُم.