إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > الفوائد المستخرجة من كتب أهل العلم > لا يصحُّ في الأمر بالمضمضة حديثٌ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا يعني أنها مستحبة لا واجبة

لا يصحُّ في الأمر بالمضمضة حديثٌ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا يعني أنها مستحبة لا واجبة

  • 24 أغسطس 2014
  • 1٬305
  • إدارة الموقع

لا يصحُّ في الأمر بالمضمضة حديثٌ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا يعني أنها مستحبة لا واجبة

أولاً: قال الإمام محمَّد بن نصر المروزي – رحمه الله في كتابه «اختلاف العلماء»(ص:24-25):

ولم يثبت عنه أمرٌ بالمضمضة؛ فلذلك أوجبوا الاستنشاق، ولم يُوجبوا المضمضة.اهـ

ثانياً: قال الحافظ ابن المنذر  النيسابوري – رحمه الله – في كتابيه «الأوسط» (1 /379-380) و «الإشراف» (1 /201):

والذي به نقول:

إيجاب الاستنشاق خاصَّة دُون المضمضة؛ لثبوت الأخبار عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه أمر بالاستنشاق، ولا نعلم في شيءٍ من الأخبار أنَّه أمر بالمضمضة.اهـ

ثالثاً: قال ابن حزم الظاهري – رحمه الله –  في كتابه «المحلى»(1/ 295 – مسألة رقم::198):

أما قولنا في المضمضة فلم يصحَّ بها عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أمرٌ؛ وإنَّما فيها فعلُه – عليه السَّلام -، وقد قدَّمنا أنَّ أفعاله صلَّى الله عليه وسلَّم ليست فرضًا.اهـ

تنبيهان:

الأول:

جاءت زيادةٌ في حديث لَقِيط بن صَبْرة: «إذَا تَوضَأتَ فَمَضْمِض» من طريق إسماعيل بن كثير، عن عاصم، عن أبيه لقيط.

وقد روى الحديث عن إسماعيل:

يحي بن سليم، وسفيان الثوري، فلم يَذكُرا زيادة الوضوء.

وروى الحديث عن إسماعيل:

ابن جريج.

واختلف عليه تلامذته؛ فذكرها عنه أبو عاصم النبيل، ولم يذكرها يحيى بن سعيد القطان.

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله – في «شرح علل الترمذي»:

وقد قوَّى أحمد رواية يحيى بن سعيد عنه، وضعَّف رواية أبي عاصم عنه.اهـ

وتقدَّم تضعيف ابن نصر، وابن المنذر، وابن حزم، لها.

وهذا القول هو الراجح.

وصحَّحها من المتأخرين:

مغلطاي، وابن الملقن، وابن حجر العسقلاني، والألباني، وابن باز، والوادعي.وحسنها النووي.

 الثاني:

1- قال الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله – في كتابه “التمهيد”(4/ 36):

والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحفظ عنه أنه ترك المضمضة والاستنشاق في وضوئه أو في غسل الجنابة.اهـ

2- قال الحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله – في كتابه “فتح الباري”(1/ 262 – عند حديث رقم: 161):

ولم يحك أحد ممن وصف وضوءه – عليه الصلاة والسلام – على الاستقصاء أنه ترك الاستنشاق بل ولا المضمضة.اهـ

3- قال الزركشي  الحنبلي – رحمه الله في “شرحه على مختصر الخرقي”(1/ 186):

ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه أخل بذلك مع اقتصاره على المجزئ، وهو الوضوء مرة مرة.اهـ

4- قال الزيلعي الحنفي – رحمه الله – في كتابه “نصب الراية”(1/ 10):

الذين رووا صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم عشرون نفراً، وكلهم حكوا فيه المضمضة والاستنشاق.اهـ