إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > الخطب المكتوبة > خطبة مكتوبة بعنوان: خطبة عيد الأضحى المبارك للعام 1442 هـ نسخة الموقع مع ملف: [word].

خطبة مكتوبة بعنوان: خطبة عيد الأضحى المبارك للعام 1442 هـ نسخة الموقع مع ملف: [word].

  • 18 يوليو 2021
  • 4٬591
  • إدارة الموقع

خطبة عيد الأضحى المبارك للعام 1442 هـ

 

خطبة عيد الأضحى المبارك للعام (1442هـ)

الخطبة الأولى: ــــــــــــــ

اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر.

الحمدُ للهِ خالقِ الإنسِ والجَان، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ الرحمن، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه المَمدوحُ في القرآن، اللهمَّ فصَلِّ وسلِّم عليهِ وعلى آلِه وأصحابِه وجميعِ أهلِ الإيمان.

أمَّا بعدُ، فيَا عِبادَ الله:

اتقوا اللهَ حقَّ التقوى، واتقوه في السِّر والعلَن، واعلموا أنَّ تقواكُم إنَّما تَتحققُ بفعلِ الطاعات، وترْكِ الخطيئات، وحاسِبوا أنفسَكم قبلَ أنْ تُحاسَبوا، فقد قال ربُّكم ــ جلَّ وعزَّ ــ آمِرًا:{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.

عِبادَ الله:

احذَروا الوقوعَ في الشِّركِ بالله في عبادتِه، فإنَّه أعظمُ الذُّنوب، وهو ناقضٌ للإسلامِ، ولا يُغفَرُ لِمَن ماتَ عليه، ويُحبِطُ جميعَ طاعاتِ صاحبِه، وهو خالدٌ في النَّار بسببِه، ألَا وإنَّ مِن الشِّركِ باللهِ: صَرفَ عبادةِ الدعاءِ لِمخلوقِينَ مِثلِنا، كقولِ بعضِهم داعين: “فرِّج عنَّا يا رسولَ الله”، “مَدَد يا بَدَوي”، “أغثنا يا جَيلَاني”، “شيئًا للهِ يا رِفاعِي”، وقد قال الله زاجِرًا عن دعاءِ غيرِه:{ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:(( مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ )).

عِبادَ الله:

ابتعِدوا عن الحَلِفِ بغيرِ الله، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ )).

عِبادَ الله:

اللهَ اللهَ في الصلاةِ المكتوبة، فإنَّها الفاصِلةُ بينَ إيمانِ العبدِ وكُفرِه، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:(( العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ))، وصحَّ أنَّ عمرَ ــ رضي الله عنه ــ  قال:(( أَمَا إِنَّهُ لَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِأَحَدٍ تَرَكَ الصَّلَاةَ ))، وثبتَ عن ابنِ مسعودٍ ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال:(( مَنْ لَمْ يُصَلِّ فَلَا دِينَ لَهُ )).

عِبادَ الله:

إيَّاكُم وإحداثَ البدعِ في الدِّين، أو فِعلَها، أو دعوةَ الناسِ إليها، أو نشرَها بينَهم، فإنَّ البدعةَ مِن أغلظِ المُحرماتِ، وأكثرِها خطَرًا، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال زاجِرًا ومُرهِّبًا:(( إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ))، وصحَّ أنَّ عمرَ ــ رضي الله عنه ــ قال:(( كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ))، وصحَّ عن ابنِ عمرَ ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال:(( كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حَسَنَةً )).

عِبادَ الله:

أنَّ التَّفرُّقَ في الدِّينِ إلى أحزابٍ وجماعاتٍ وطُرقٍ صوفيهٍ لَمِن غِلاظِ المُحرَّمات، وأضَرِّها على الدِّينِ والدُّنيا والعِبادِ والبلادِ، وقد جاءَ في حقِّ أهلِ ذلك وعيدٌ شديد، فصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:(( لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ )).

عِبادَ الله:

تَجنَّبوا أربابَ العَلمانيةِ واللبراليةِ واللادِينيةِ والإلحادِ والتَّغريبِ، فهُم يَسعونَ جاهدينَ لِسلخِكُم عن دِينِكُم الإسلام، وإبعادِكُم عن الإرتباطِ بأُمَّتِكُم وبلدانِكُم، وجعلِكُم أتباعًا أذلَّاءَ مِثلَهُم لِسادتِهم مِن رجالاتِ ومُفكِّريِّ الغربِ والشَّرق، وأداةً لِمُخطَّاطاتِهم وأفكارِهم وعاداتِهم، يُريدونَ أنْ تُصبِحوا أعداءً لِدينِكُم، وحربًا على أصولِه وتشريعاتِه، وعونًا لهُم على أوطانِكُم وعاداتِ مُجتمعِكُم وقِيَمِهِ القويمَة، ويَنشطونَ لأنْ تَحُلُّوا أخلاقَ بُلدانِكم، وتُفكِّكوا ترابُطَ أُسَرِهِا، وتَملؤوهُا بالعُهرِ والفُجورِ، والشهوانيةِ الجِنسيةِ البهيميةِ المُحرَّمةِ القبيحةِ شرعًا، وعقلًا، وطبعًا.

عِبادَ الله:

إنَّ مصالحَ العبادِ في دِينِهم ودُنياهُم، لا تستقيمُ إلا بحاكمٍ عليهم، ولِعظمِ شأنِ الحاكمِ بادرَ الصحابةُ إلى تنصيبِ خليفةٍ عليهم قبلَ الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ودفنِه، ولو لم يَكن على الناسِ حُكَّامٌ، لسَفكَ بعضُهم دماءَ بعض، وأكلوا أموالَ بعض، ولهُتِكَتِ الأعراضُ، ولم يأمَن على نفسِه وأهلِه ومالِه حاضِرٌ ولا مسافرٌ ولا بَاد، ولَخافَ الناسُ حتى في المساجد، ولَتَسَلَّطَ أهلُ الإجرامِ والفسادِ والإرهاب، ولنَحَرَ واضطَهدَ الأقوياءُ الضُّعفاء، ولتَمكَّنتِ القبائلُ والعِرقياتُ والقومياتُ الأكثرُ عددًا ومالًا مِن إذلالِ مَن هُم أقلُّ رجالًا وعتادًا ومالًا، ولَتقاتَلَ أهلُ البلدِ الواحدِ على ثرَواتِها، فاتقوا الله في ولاةِ أمرِكم، واسمعوا وأطيعوا لهُم في المعروف، وأكثروا مِن الدعاءِ لهُم بالتسديد، وكونوا عونًا لهُم على الخير، لا عونًا عليهم، حتى لا تَتضرَّرُونَ أنتُم وبلادُكُم وأمنُكُم وأموالُكُم وأهلُوكُم.

عِبادَ الله:

تجنبوا مُشاهدةَ المُحرماتِ في القنواتِ الفضائيةِ وبرامجِ التواصلِ ومواقعِ الإنترنت والمسارحِ  والسِّينما والطُّرقاتِ، وحاذروا الغِشَ والخِداعَ والتدليسَ والتغريرَ في البيع والشراء، أو في الأعمالِ الحِرَفيةِ والمِهنية، أو العقودِ والمُناقصاتِ والمُضارباتِ التجارية، وابتعدوا عن التشبُّهِ بأهلِ الكفرِ في أفعالِهم، وأقوالِهم، عاداتِهم، وألبستِهم، وقصِّ شُعورِهم، وإيَّاكُم والكذبَ والغِيبةَ والنميمةَ والسُّخريةَ والاستهزاءَ والظُّلمَ والعُدوانِ والبَغيَ والفُجورِ والغِلَّ والحِقدَ والحسَد، ولا تُؤذوا الناسَ في أبدانِهم، ولا أموالِهم، ولا أعراضِهم، ولا بيوتِهم، ولا طُرقاتِهم، ولا مراكبِهم، واعلموا أنَّ الذُّنوبَ مِن شركياتٍ وبدعٍ ومعاصي شرٌّ وضررٌ مُحَققٌ عليكُم في دنياكُم وقُبورِكُم وآخِرَتِكُم، وإنَّها لتؤثِّرُ في أمْنِ البلاد، وفي رخائِها واقتصادِها، وفي قلوبِ أهلِها، وفي وِحْدَتِهم وائتلافِهم، وإنَّ ما يُصيبُ الناسَ مِن المصائبِ العامَّةِ أو الخاصَّةِ، الفردِيةِ أو الجماعية، فإنَّه بما كسبتْ أيديهِم، هُم سبَبُهُ، وهُم أهلُه، هُم سبَبُهُ حيثُ فعَلوا ما يُوجبُه، مِن شركياتِ وبدعِ ومعاصي، وهُم أهلُه حيثُ كانوا مُستحقينَ له، لِقولِ الله سبحانه:{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }، وقال تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }.

عِبادَ الله:

إنَّ العيدَ لَمِن أجملِ ما امتنَّ اللهُ على عبادِه، فاحرِصوا فيه على جمالِ النفوسِ وتَصفيتِها مِن الضَّغائنِ والشَّحناءِ، حتى يَغفرَ لكُم ربُّكم، وتَحلَّوا فيه بالعفوِ والصَّفحِ، وتغافَلوا عن الزَّلاتِ، وأظهِروا الأُلْفَةَ والتآلفَ، واجتنِبوا الفُرْقةَ وأسبابَها، وابتعدوا عن الخصوماتِ، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:(( تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا )).

واعلموا: إنَّ التهنئةَ بالعيدِ حسَنةُ وطيِّبةٌ، فقد قال الإمامُ الآجُرِّيُّ ــ رحمه الله ــ عنها إنَّها: “فِعلُ الصحابةِ، وقولُ العلماء”، وثبتَ:(( أَنَّ أَلصْحَابَةَ كانوا إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ )).

واعلموا أيضًا: أنَّ السُّنَّةَ لِمَن شهدَ صلاةَ العيدِ أنْ يَرجعَ مِن طريقٍ آخَر، لِمَا صحَّ أنَّ:(( النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ )).

واللهُ أكبرُ اللهُ أكبر، لا إله إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبر، وللهِ الحمد.

الخطبة الثانية: ــــــــــــــ

اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر.

الحمدُ للهِ العظيم، وصلاتُه على أنبيائِه ورُسلِه، وأتباعِهم مِن المُؤمنين.

أمَّا بعدُ فيَا عِبَادَ الله:

إنَّ الأضحيةَ لَمِن أعظمِ شعائِر الإسلام، وهيَ النُّسُكُ العامُّ في جميع الأمصار، وقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم:(( ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ ))، ولم يأتِ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّه ترْكَ الأضحيةَ قط، فلا يَنبغي لِقادرٍ عليها تَرْكُها.

وتكونُ مِن: الإبلِ والبقرِ والجامُوسِ والضَّأنِ والمَعْزِ، ذُكورًا وإناثًا، كِباشًا ونِعاجًا، تُيوسًا ومَعزًا.

ولا يُجزئُ مِن الإبلِ والبقرِ والمَعْزِ: إلا الثَّنِيُّ فما فوق، وهوَ مِن المَعزِ: ما أتمَّ سَنَةً ودخلَ في الثانية، ومِن البقرِ: ما أتمَّ سنتينِ ودخلَ في الثالثة، ومِن الإبلِ: ما أتمَّ خمسَ سِنين ودخلَ في السادسة، ولا يُجزئُ مِن الضَّأنِ: إلا الجَذَعُ فما فوق، والجَذَعُ: ما أتمَّ سِتَّةَ أشهرٍ ودخلَ في الشهرِ السابعِ فأكثر.

والسُّنَّةَ في الأضحيةِ: أنْ تكونَ سَمينةً، وسليمةً مِن العيوبِ، فتجنَّبوا العُيوبَ التي لا تَصِحُّ معها الأضحيةُ، كالعَمَى والعوَرِ البيِّن، والمَرضِ البيِّنِ، والعَرَجِ البيِّنِ، والكسْرِ في اليدِ أو الرِّجلِ أو الظَّهر، والشَّللِ، والهُزالِ الشديد، وقطعِ الأُذُنِ كلِّها أو أكثرِها، وقطع الإليةِ، وذهابِ الأسنانِ، والجَرَبِ، وتجنَّبوا أيضًا العيوبَ التي لا تُؤثِّرُ في إجزاءِ الأضحيةِ، لأنَّه الأكملُ، وتُجزئ الأُضحيةُ بما لا قَرْنَ لَه خِلقَة، أو بمكسورِ القَرْنِ، أو بالمَخْصِيِّ مِن ذُكورِ الأضاحي، أو بما لا ذَنَبَ لَه خِلْقَة، أو بما كانَ فيهِ قطعٌ يَسير أو شَقٌّ أو كَيٌّ في الأُذُن.

والمُستحبُّ عندَ أكثرِ العلماءِ: أنْ يَتصدقَ المُضحِّي بثُلثِ لَحمِ أضحيتِه، ويُهدِيَ الثلثَ، ويأكلَ مع أهلِه الثلثَ، لثبوتِ التثليثِ عن أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإنْ خالفَ ذلك أجزَأَ، وكانَ تاركًا للأفضلِ والأكثرِ أجرًا.

ويُسَنُّ عندَ ذبحِ الأُضحيةِ: أنْ تُوَجَّهَ إلى القِبلةِ، ويقولَ الذَّابحُ عندَ إضْجَاعِها: “بسمِ اللهِ، واللهُ أكبر، اللهمَّ مِنكَ ولكَ، اللهمَّ تقبَّل مِن فلانٍ وآل بيته”، هذا هو الثابت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أو أصحابِه، ومَن ذبحَها إلى غيرِ القِبلةِ، أو نَسِيَ التسميةَ، أو ترَكَ التكبيرَ والدعاءَ بالقبولِ، فلا شيءَ عليهِ، وأجزَأت أُضحِيَتُه.

واللهُ أكبرُ اللهُ أكبر، لا إله إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبر، وللهِ الحمد.

اللهمَّ إِنَّا نسألُكَ عِيشَةً نَقِيَّة، ومِيتَةً سَوِيَّةً، ومَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ وَلَا فَاضِح، اللهمَّ آتِ نُفوسَنا تقواها، وزَكِّها أنتَ خيرُ مَن زكَّاها، أنتَ ولِيُّها ومولَاها، اللهمَّ إِنَّا نعوذُ بِكَ مِن علمٍ لا يَنفع، وقلبٍ لا يَخشع، ونَفْسٍ لا تَشبَع، ودعوةٍ لا يُستجابُ لهَا، اللهمَّ اهدنا لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدِي لأحسنِها إلا أنت، واصرِف عنَّا سيِّئَها لا يَصرف ث عنَّا سيِّئَها إلا أنت، اللهم وفِّق ولاةَ أُمورِ المسلمينَ لِمَرَاضِيكَ، وأزِل بِهمُ الشِّركَ والبدعَ والآثامَ والفساد، واجعلنَا لكَ ذاكرينَ شاكرينَ أوَّاهينَ مُنِيبين، إنَّك سميعُ الدعاء، وأقول هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُم.

 

زيادة في خطبة العيد لِمَن أراد وأحب:

عِبادَ الله:

لقد كان نَبيُّكم صلى الله عليه وسلم يَعظُ النساءَ في صلاةِ العيدِ بعدَ الرِّجال، ألَا فاتَّقِينَ اللهَ معاشِرَ النساءِ بحفظِ حدودِه، والعملِ بأوامِرِه، واجتنابِ ما زَجرَ عنه، وقُمْنَ بحقوقِ أزواجِكُنَّ وأبنائِكُنَّ وبناتِكُنَّ خيرَ قيام، واحذرنَ أنْ تَنجرِفْنَ إلى ما تَفعلُه بعضُ النساءِ اليومَ مِن الخروجِ مُتبرِّجاتٍ مُتجمِّلاتٍ مُتطيِّبات، قد كَشفنَ عن وجوهِهنَّ وشُعورِهنَّ ونُحورِهنَّ وسِيقانِهنَّ، ولبِسْنَ ألبسَةً ضيِّقةً تُجسِّد وتُفصِّل أعضاءَ البَدَن، فإنَّ ذلك مِن المُحرَّمات الكُبرى، إذ صحَّ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:(( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا )).

وأكثِرنَ الصدقةَ، واحذَرْنَ اللَّعنَ للأهلِ أو الرِّفقةِ أو الأباعد، وابتعِدْنَ عن مُقابلةِ إحسانِ الأزواجِ لكنَّ بالجُحودِ والكُفران، فإنَّ اللعنَ وكُفرانَ الإحسانِ مِن أسبابِ كثْرةِ دخولِ النساءِ النَّارَ، حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ على النساءِ في مُصَلَّى العيدِ فقال:(( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّار، فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ ))، والعَشيرُ هوَ: الزَّوج.