إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > البدع > خطبة مكتوبة بعنوان: ” لماذا يُحذِّر أهل السُّنة من جماعة الدعوة والتبليغ “. ملف [word] مع نسخة الموقع.

خطبة مكتوبة بعنوان: ” لماذا يُحذِّر أهل السُّنة من جماعة الدعوة والتبليغ “. ملف [word] مع نسخة الموقع.

  • 10 ديسمبر 2021
  • 2٬283
  • إدارة الموقع

لماذا يُحذِّر أهل السُّنة من جماعة الدعوة والتبليغ

 

لماذا يُحذِّر أهل السُّنة من جماعة الدعوة والتبليغ

ـــ الحمدُ للهِ الذي بنعمتِه اهتدَى المُهتَدون، وبعدلِه ضلَّ الضَّالون، لا يُسئلُ عمَّا يَفعل وهُم يُسئلون، والصلاةُ والسلامُ على عبدِه ورسولِه محمدٍ التَّاركِ أُمَّتَهُ على دِينٍ واضحٍ مُبين، وعلى آلِه وأصحابِه الذين هُم بهديهِ مُستمسِكون، وعلى طريقهِ سائرون.

أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمون:

فاتقوا اللهَ ــ جلَّ وعلا ــ بحفظِ أعمارِكُم على طاعتِه، واعمُروا أوقاتَكُم  بمرضاتِه، فالطاعةَ تَجُرُّ إلى الطاعةِ، ومَن تعوَّدَ عليها صغيرًا وشابًّا اعتادَها وسَهُلتْ عليه حينَ يَكبُر، والسَّيئةُ بدعةً كانت أو معصيةً تدعوا إلى  أُخْرى، وتَبدأُ صِغيرةً ثمَّ تُصيرُ كبيرةً، وتكونُ قليلةً ثمَّ تُصبِحُ كثيرةً تُهلِك، وساعةُ موتِكُم بيدِ اللهِ لا بأيدِكُم، وأنتم تُشاهدونَ وتَسمعونَ كيف غَيِّبَ الموتُ الشبابَ في أحايينَ عديدةٍ أكثرَ مِن المُسِنِّين، وقد قال الله سبحانَه آمِرًا: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.

واعلموا ــ سدَّدكم اللهُ ــ أنَّ التَّدَيُّنَ إنَّما هوَ: العملُ بما جاءَ في القرآنِ والأحاديثِ النَّبويةِ الصَّحيحةِ مِن الواجباتِ والمُستحبَّات، مع تَركِ الخطيئات، ولُزومِ طريقِ النبي صلى الله عليه وسلم، والسَّلفِ الصالح مِن الصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، فمَن بعدَهم، وليسَ التَّدَيُّنُ: أنْ تَنظَمُّوا إلى حِزبٍ تَسمَّى باسمٍ إسلامي، أو تَسيروا مع جماعةٍ وِفْقَ أُصولِها ومبادئِها وتعاليمِ رُموزِها ودعاتِها، بل ذلكَ حرامٌ، ومِن كبائرِ الآثامِ، وتَفرُّقٌ في الدِّين، وبدعةٌ غليظةٌ في الإسلامِ، وتُبعِدُ عنِ اللهِ، وعن نبيِّه صلى الله عليه وسلم، وعن شريعةِ الإسلامِ التي كانَ عليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وأصحابُه، حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( إِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ:الْجَمَاعَة ))، وفي لفظٍ آخَر: (( فَقِيلَ لَهُ صلى الله عليه وسلم: مَنِ الْوَاحِدَةُ؟ فَقَالَ:مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي ))، وقد بَرَأَّ اللهُ رسولَهُ صلى الله عليه وسلم مِن التَّفرُّق في الدِّين، فقال سبحانه: { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }.

وإنَّما يُستعانُ على الخيرِ والمُصابَرةِ عليهِ برفقةِ ومُصاحبةِ العبدِ الصالحِ السائرِ على طريقِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأصحابِه وباقِي سَلفِ الأُمَّةِ الصالحِ، الذي لا يَنتَمِي إلى حِزبٍ أو جماعةٍ أو طريقةٍ صوفية، ولا هو مُتعاطِفٌ أو مُتعاونٌ أو مُتأثِّرٌ بدعاتِها ورُموزِها ومبادئِها وأفكارها، وقد صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال مُرغِّبًا في مُصاحبَةِ الأخيار: (( مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ:إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ:إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ))، وجاءَ بسندٍ حسَّنهُ العلامةُ الألبانيُّ ــ رحمه الله ــ، وغيرُه، أنَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ ))، وفي حديثٍ آخَر حسَّنهُ جمْعٌ مِن العلماء أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ــ أي: صاحبِه ــ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ )).

ومِن فضلِ اللهِ تعالى، وإحسانِ الدَّولةِ إلى الناسِ أنْ مَنعَتْ الانتماءَ إلى الأحزابِ والتنظيماتِ والجماعات، وإقامةَ مراكزَ لهَا، سواء نَسَبَت نفسَها إلى الدِّينِ والإسلامِ، أو إلى مذاهبَ لا دِينيةٍ كالعلمانيةِ واللبراليةِ وأشباهِها، دفعًا لأضرارِها الدِّينيةِ والدُّنيويةِ على العِبادِ والبلادِ، والصِّغارِ والكِبار، والذُّكورِ والإناث، والتاريخُ والواقعُ المُعاصرُ شاهدٌ حَيُّ وحافلٌ بما جرَّتْ هذهِ الانتماءاتُ على البلادِ وأهلِها وأمنِها واقتصادِها مِن شُرورٍ كِبار، وأخطارٍ كِثار، وفتنٍ عِظام، وهذا الأمرُ يُعتبَرُ مِن العملِ بقولِ اللهِ تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا }، ومِن تحقيقِ قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّحيح: (( أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ))، فشَكرَ اللهُ للدَّولةِ هذا الصَّنيعَ، وزادَها في أبوابِ الخيرِ إحسانًا، وبالإسلامِ تَمسُّكًا واهتداءً، إذ بابُ الدُّعاءِ لِولاةِ أمورِ المسلمين ــ بالسَّدادِ والتوفيقِ إلى الخيرِ ــ بابٌ عظيمٌ في الدِّين، واتَّفقَ على استحسانِه العلماءُ مِن جميعِ المذاهب، وأصبحَ أهلُ السُّنةِ يَذكرونَه في كُتبِ “الاعتقاد”، فلا تَتركوا الدعاءَ لهم، وتَحرَّوا أوقاتَ الإجابة، بل إنَّ الإمامَ الفُضيلَ بنَ عياضٍ ــ رحمه الله ــ قدَّمَ الحاكمَ في الدُّعاءِ المُستجابِ على نفسِه، فقال: «لَوْ أَنَّ لِيَ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً مَا صَيَّرْتُهَا إِلَّا فِي الْإِمَامِ قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا أَبَا عَلِيٍّ؟ قَالَ: مَتَى مَا صَيَّرْتُهَا فِي نَفْسِي لَمْ تُجْزِنِي، وَمَتَى صَيَّرْتُهَا فِي الْإِمَامِ فَصَلَاحُ الْإِمَامِ صَلَاحُ الْعِبَادِ وَالْبِلَادِ»، وقال إمامُ أهلِ السُّنةِ أحمد بنُ حنبلٍ ــ رحمه الله ــ عن دعائِه للحاكمِ: «وإنِّي لأدعو لَه بالتسديدِ والتوفيقِ والتأييدِ في الليلِ والنَّهارِ، وأَرَى ذلكَ واجبًا علىَّ»، وقال الإمامُ البَربهارِيٌّ ــ رحمه الله ــ: «وإذا رأيتَ الرَّجلَ يَدعو على السُّلطانِ فاعلَمْ أنَّه صاحبُ هَوًى، وإذا سمعتَ الرَّجلَ يَدعو للسُّلطانِ بالصلاحِ فاعلَم أنَّه صاحبُ سُنَّةْ إنْ شاءَ الله».

أيُّها المسلمون:

لقد صدَر أمرٌ طيِّبٌ عن وزارةِ الشؤونِ الإسلاميةِ ــ سدَّد اللهُ القائمينَ عليها ــ بالحديثِ في خطبةِ الجمعةِ عن جماعةِ الدَّعوةِ والتبليغِ، وتبييِنِ خطرِها على دِينِ الإسلامِ، وضَررِها بالمُنتسِبينَ إليه، وحتى لا يَقعوا بسبَبِ ضعفِ العلمِ أو طِيبةِ النَّفسِ في شِباكِ دُعاتِها وهُم لا يَشعرون.

وهذه الجماعةُ ــ أصلَحَ اللهُ أهلَها وردَّهم إلى الهُدى ــ قد تأسَّستْ في القارةِ الهِنديةِ قبل مئةِ عامٍ بقليل، ومذهبُها العَقَدي ليسَ هو مذهبُ السَّلفِ الصالحِ أهل السُّنةِ والجماعةِ والحديث، بل هُم ماتُرِيْدِيَّةُ الاعتقادِ، صوفيةُ الطريقةِ، وعِندَهم بَيعةٌ على أربعِ طُرقٍ صُوفية، وفي كُتبِ كبارِ مشايخِهم بلُغة بُلدانِهم الأعجميةِ شْركياتٌ وبِدعٌ وضلالاتٌ كثيرة، وأحاديثُ ضعيفةٌ ومكذوبةٌ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه عديدةٌ جدًّا، وقد عرَضَ لِتَبيينِها والرَّدِ عليها كثيرٌ مِن العلماءِ وطُلابِ العلمِ والباحثينَ في كُتبٍ مُستقِلَّةٍ، وفي رسائلِ ماجِستير ودكتوراة، فأفادوا وأجادوا، وأحسنَوا إلى مَن أرادَ أنْ يَعرفَ حقيقةَ دعوتِهم، وإلى مَن اغترَّ بِهم، فسارَ معَهم، وانتظمَ في جماعتِهم، وقد حذَّرَ مِنهم، وبيَّن انحرافَهم، وبُعدَهُم عن التوحيدِ والسُّنةِ أكابرُ العلماءِ مِن أهلِ السُّنةِ المُعاصِرينَ السائرينِ على طريقةِ السَّلفِ الصالحِ في جميعِ بُلدانِهم، ومدَحَهُم في بدايةِ انتشارِهم قليلونَ جدًّا لوجودِ مَن كذبَ عليهِم في شأنِهم مِمَّن يَزعُمُ أنَّه يَعرِفُهم، فلمَّا تبيَّنَ لهُم حقيقةُ أمرِهم، رجَعوا عن مدحِهم، وأصدَروا الفتاوى المسموعةَ والمكتوبةَ في التحذيرِ مِنهم، وبيانِ ضلالِهم.

باركَ اللهُ لِي ولكُم فيما سمعتُم، ونفعنَا به، إنَّ ربِّي لسَميعُ الدعاء.

ـــ الحمدُ للهِ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ، وأنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه.

أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمون:

فإنَّ مِن انحرافاتِ جماعةِ الدعوةِ والتبليغ المشهورةِ عنهم، وذَكرها العلماءُ وطُلابُ العلمِ والباحثون:

أوَّلًا: أنَّهم لا يَدعونَ إلى التوحيدِ كما دعَت إليه الرُّسل، ولا يُحذِّرونَ مِن الشِّركيات والبدعِ، وسببُ ذلك أنَّ مذهبَهم في أصلِه صُوفيٌّ، والصُّوفيةُ مِن أكثرِ الناسِ شِركيَّاتٍ وبدع، وقُصورًا في التوحيد.

ثانيًا: أنَّهم لا يُنكِرونَ المُنكراتِ مِن شركياتٍ وبدعٍ ومعاصٍ إذا رَأوا أو صاحبوا مَن يَفعلُ ذلك، لأنَّ إنكارَ ذلكَ يُضعِفُ قبولَهم عندَ الناس، ويَنفِرُ عنهُم بسببِه كثيرون، وهُم يُريدونَ تجميعَ الناسِ، وتكثيرَ أعدادِ حزبِهم، ولهذا تَرى صاحبَ الشِّركياتِ والبدعِ يَكونُ معَهم السِّنينَ الطِّوالَ فيعيشَ ويموتَ عليها، لعدمِ مَن يدعوه إلى تركِها.

ثالثًا: أنَّهم مِن أضعفِ الناسِ علمًا، وأبعدِهم عن طلبِ العلمِ على أيدي العلماء، والاستمرارِ على دراستِه وتعلُّمِه، لأنَّ العلمَ يَفضحُهم، ويُبيِّنُ حقيقةَ جماعتِهم، وانحرافَهم عن الشريعة، ولهذا عامَّتهم في جميعِ البلدانِ مِن العوامِّ، ثمَّ مع هذا الضَّعفِ العِلمي يَخرجونَ للدَّعوة بأعدادٍ كبيرةٍ جدًّا وباستمرار، ويُسمُّونَ جماعتَهم بجماعةِ الدعوةِ والتبليغ، مع أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يَكن يُرسِل للدعوةِ إلا الفقهاءُ مِن أصحابِه، واللهُ تعالى يقولُ في وصفِه صلى الله عليه وسلم ووصْفِ أتباعِه على الدعوة إلى دِينِ الله: {  قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }، ومعنى { عَلَى بَصِيرَةٍ } أي: على عِلمٍ وفقه، فدعوتُهم خلافَ دعوتِه صلى الله عليه وسلم، لأنَّ دعوتَه مُنطلقةٌ مِن العِلم، والشِّركياتُ أيضًا تكثُرُ في صفوفِ أتباعِهم، بخلافِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وأتباعِه الحقيقيين، فلا شِركَ عندَهم.

رابعًا: أنَّ جماعتَهم حِضْنٌ ومَرتَعٌ لكلِ أحد، فتَرى معَهم وبينَهم مِن جميعِ الطوائفِ والأحزابِ والفِرَق، بل وكثيرٌ مِن التكفيريينَ كانوا معَهم، وفي صفوفِهم، ونَهلوا مِن محاضِنِهم، كما شهدَ وأقرَّ بذلك كثيرون.

أيُّها المسلمون:

قد يقولُ ضعيفٌ في العلمِ: إنَّ كثيرًا مِن العُصاةِ قد تابوا على أيديِهم، فيُقال له: توبةُ أحدٍ بذهابِه أو جلوسِه معَهم لا يُصحِّحُ مذهبَهم وطريقتَهم، وإنَّما يُصحِّحها قال اللهُ وقال رسولُه، ثم قد كانَ هذا التائبُ على معصيةٍ، ثم انتقلَ إلى أعظمَ مِنها وهي البدعة، وإلى حزبٍ وتنظيمٍ وجماعةٍ صوفية، وبَعُدَ بسبِهم عن العلمِ والعلماءِ، فأصبحَ يَرتعُ في اعتقاداتِه وعباداتِه بالجهلِ، ويَستسيغُ مع الأيامِ الشِّركياتَ والبدع، ويَميلُ إلى أهلِ البدعِ ودعاتِهم، وقد ثبَتَ عن الإمامِ سُفيانَ الثوريِّ ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: «الْبِدْعَةَ أَحَبُّ إلَى إبْلِيسَ مِنْ الْمَعْصِيَةِ، لِأَنَّ الْبِدْعَةَ لَا يُتَابُ مِنْهَا، وَالْمَعْصِيَةُ يُتَابُ مِنْهَا»، وصحَّ أنَّه كان يُقالُ أزمنةَ السَّلفِ الصالح: «يَأْبَى اللَّهُ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ بِتَوْبَةٍ, وَمَا انْتَقَلَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ إِلَّا إِلَى شَرٍّ مِنْهَا».

اللهم وفِّق ولاةَ أمورِنا للعمل بشريعتك، ونُصرتِها، ونشرِها في الأرض، وأقمَع بِهمُ أهلَ الشَّرِ والإجرامِ والفسادِ والإرهابِ والبدعِ والضَّلالات، وارزُقهم نُوَّابًا وعمَّالًا وجندًا صالحين ناصحين أمينين صادقين، اللهم جنِّبنا الشرك صغيرَه وكبيرَه، ربَّنا هَبْ لنَا مِن أزواجِنا وذُرِّياتِنا قُرَّةَ أعيُن، واجعلنا للمتقين إمامًا، إنَّك سميعُ الدعاء، وأقول هذا، وأستغفر الله لِي ولكم.