إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > الخطب المكتوبة > خطبة عيد الأضحى المبارك للعام (1444هـ) ملف: [word – pdf] مع نسخة الموقع.

خطبة عيد الأضحى المبارك للعام (1444هـ) ملف: [word – pdf] مع نسخة الموقع.

  • 24 يونيو 2023
  • 50٬086
  • إدارة الموقع

خطبة عيد الأضحى المبارك للعام (1444هـ)

الخطبة الأولى: ــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر.

الحمدُ للهِ العزيزِ الحميدِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ الفعَّالُ لِمَا يُريدُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ المَبعوثُ رحمةً لِجميعِ العبيدِ، اللهمَّ فصَلِّ وسلِّم عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وجميعِ أهلِ التوحيد.

أمَّا بعدُ، فيَا عِبادَ اللهِ:

اتقوا اللهَ ربَّكُم بفعلِ الفرائضِ، واجتنابِ ما حرَّمَ، والتكميلِ بالسُّننِ، وحاسِبُوا أنفسَكُم قبلَ أنْ تُحاسَبوا، فقد قالَ اللهُ سُبحانَهُ آمِرًا:{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.

عِبادَ اللهِ:

إنَّ مِن الشِّركِ باللهِ: صَرفَ عبادةِ الدُّعاءِ لِغيرِهِ، كقولِ بعضِهِم داعيًا: «فرِّجْ عنَّا يا رسولَ اللهِ، مَدَد يا بَدَوي، أغِثنا يا جَيلَانِي، شيئًا للهِ يا رِفاعِي»، وقد قالَ اللهُ زاجِرًا عن ذلك:{ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }، وصحَّ أنَّه النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:(( مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ )).

عِبادَ اللهِ:

لا تحلِفوا إلَّا باللهِ، وإيَّاكُم والحلِفَ بغيرِهِ، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ )).

عِبادَ اللهِ:

حافِظوا على الصَّلواتِ الخمسِ، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ))، وصحَّ أنَّ عمرَ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قالَ: (( أَمَا إِنَّهُ لَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِأَحَدٍ تَرَكَ الصَّلَاةَ )).

عِبادَ اللهِ:

إيَّاكُم وإحداثَ البدعِ في الدِّينِ، أو فِعلَها، أو دعوةَ الناسِ إليها، أو نشرَها بينَهم، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ زاجِرًا: (( إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ )).

عِبادَ اللهِ:

لا تتفرَّقوا في الدِّينِ إلى أحزابٍ وجماعاتٍ وطُرقٍ صوفيهٍ، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم توعدَّ شديدًا أهلَ ذلكَ، فقالَ:(( لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ )).

عِبادَ الله:

تَجنَّبوا أربابَ العَلمانيةِ واللبراليةِ واللادِينيةِ والإلحادِ والتَّغريبِ، فإنَّ مِن أهدافِهِمُ الكُبرى سَلْخَكُم عن الإسلامِ وأحكامِهِ وتشريعاتِهِ، وإبعادَكُم عن الارتباطِ بأُمَّتِكُم وبُلدانِكُم وعاداتِ مُجتَمَعِكُم وقبائِلِكُم وأُسَرِكُم القويمَة، وسيرَكُم وراءَ العُهرِ والفُجورِ، والشهوانيةِ البهيميةِ، والمِثلِيَّةِ، وقد قالَ اللهُ آمْرًا لكُم وزاجِرًا: { وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ }.

عِبادَ الله:

إنَّ مصالحَ الدِّينِ والدُّنيا والعِبادِ والبلادِ، وإضعافِ شُرورِ العِرْقِياتِ والعصبيَّاتِ، وأهلِ الإجرامِ والإرهابِ وأصحابِ القوَّةِ والتسلُّطِ لا تستقيمُ إلَّا بالسَّمعِ والطاعةِ لِحُكَّامِكُم في غيرِ معصيةِ اللهِ، والصَّبرِ على جورِهِم واستِئثارِهِم، وترْكِ الخُروجِ عليهم تحتَ أيِّ مُسمًّى كان، ثوراتٍ أو مُظاهراتٍ أو مظلومِياتٍ أو دِيمقراطِيَّةٍّ، وقد صحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا، فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا، فَمَاتَ عَلَيْهِ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )).

عِبادَ اللهِ:

إياكُم والتشبُّهَ بأهلِ الكُفرِ أو أهلِ البدعِ أو أهلِ الفسادِ والفُجورِ أو أهلِ التغريبِ في عاداتِهم أو أقوالِهم أو أفعالِهم أو ألبِسَتِهم أو غيرِها مِن شِعاراتِهِم وما يَختصُّونَ بِهِ، فقد أغناكُمُ اللهُ عنهُم بأحكامِ شريعتِهِ العاليةِ الرَّفيعةِ، والتأسيِّ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ، وقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رهَّبَكُم فقالَ: (( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ )).

عِبادَ اللهِ:

تجنَّبوا جميعَ المُحرَّماتِ التي تتعلَّقُ بالقلبِ واللسانِ والبَصرِ والسَّمعِ والبطنِ والفرْجِ والشَّهوةِ والبيعِ والشِّراء والجيرانِ والعُمَّالِ والأنسابِ وأذِيَّةِ الخلقِ وإفسادِ الناسِ والمُجتمعاتِ، لأنَّ الذُّنوبَ شرٌّ وضَررٌ مُحَققٌ عليكُم في دُنياكُم وقُبورِكُم وآخِرَتِكُم، وإنَّها لتؤثِّرُ في أمْنِ البلاد، وفي رخائِها واقتصادِها، وفي قلوبِ أهلِها، وفي وِحْدَتِهم وائتِلافِهِم، لِقولِ اللهِ سبحانَهُ:{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }، وقولِهِ ــ جلَّ وعلا ــ: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }.

عِبادَ اللهِ:

لا تخشوا الفقرَ على أنفُسِكُم ولا على أهلِيكُم، فأرزاقُكُم عندَ اللهِ وعليهِ ومِنهُ، ولكنْ اخشَوا مِن الدُّنيا ومَلذَّاتِها، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم طمأنَكُم، فقالَ: (( فَوَاللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ))، وثبتَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ ))، وقالَ اللهُ العليمُ بعبادِهِ: { وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ }.

عِبادَ اللهِ:

ترفَّقوا في أُمورِكُم، ومعَ الناسِ، وكونوا مِن أهلِ الرِّفقِ والرَّحمةِ واللينِ واللطفِ والسُّهولةِ والسَّماحةِ، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ ))، وثبتَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ: عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ ))، وثبتَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِذَا أَرَادَ اللهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ )).

عِبادَ اللهِ:

اترُكوا الخوضَ والسَّماعَ والتفتيشَ والتَّتبُّعَ لِمَا لا يَعنِيكُم مِن أمورِ الناس، وأقوالِهم وأفعالِهم وأخبارِهم، وما يحصلُ مِنهُم ولهُم، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ )).

عِبادَ الله:

حسِّنوا أخلاقَكُم معَ الخلقِ، وطيِّبُوا كلامَكُم معَهُم، وجنِّبوا قلوبَكُم الحِقدَ والغِلَ والحسدَ، وأبعِدُوا أفعالَكُم عن العُنفِ والغِلظةِ، فقد قالَ اللهُ آمرًا عبادَهُ: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا }، وثبَتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ))، وثبتَ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: (( إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، فَلْيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الوَجْهِ، وحُسْنُ الخُلُقِ ))، وصحَّ أنَّهُ قِيلَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: (( أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ»، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ» )).

عِبادَ الله:

اجعلوا هَمَّكم الأكبرَ والمُستمِرَّ والوحيدَ هَمَّ آخِرَتِكُم، وخُذوا نصيبًا مِن الدُّنيا لا يأخذُ قلوبَكُم، ولا يُضعِفُ عملَكُم لآخِرَتِكُم، فقد ثبَت أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا كَفَاهُ اللَّهُ مَا هَمَّهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ تَشَاعَبَتْ بِهِ الْهُمُومُ لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَةِ الدُّنْيَا هَلَكَ )).

معاشِرَ الرِّجالِ:

استَوصُوا بنسائِكُم مِن أُمَّهاتٍ وأخواتٍ وبناتٍ وزوجاتٍ خيرًا، وكونوا مَعهُنَّ مِن أهلِ العِشرَةِ الحسَنَةِ، وعالِجوا ما لا يُحمَدُ بالحِلْمِ والأناةِ، والصَّبرِ والرِّفقِ، والرَّحمةِ والعطفِ، واكسِروهُ بجميلِ الفِعالِ والأقوالِ والمواقفِ، مع عقلٍ رشيدٍ لا يُستَفَزُ، وحِكمَةِ بصِيرٍ، وبُعدِ نظَرٍ، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ آمِرًا لكُم: (( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( خَيْرُكُمْ خَيْرَكُمْ لِأَهْلِهِ ))، وصحَّ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: (( لَا يَفْرَكْ ــ أَيْ: لَا يُبْغِض ــ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ )).

معاشِرَ النساءِ:

تجنَّبنَ التبرُّجَ والسُّفورَ والاختلاطَ، ولا تنخَدِعْنَ بالدُّعاةِ إلى ذلكَ فمَا وراءَهُم إلا النَّارَ والفسادَ، والْزَمْنَ الحِجابَ والحياءَ والفضيلَةَ، فقد صحَّ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رهَّبَكُنَّ فقالَ: (( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ))، وأكثِرنَ الصدقةَ، واحذَرْنَ اللَّعنَ، وابتعِدْنَ عن مُقابلةِ إحسانِ الأزواجِ بالجُحودِ، فذلكُنَّ مِن أسبابِ كثْرةِ دخولِ النساءِ النَّارَ، إذ صحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قالَ للنساءِ في مُصَلَّى العيدِ: (( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّار، فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ ))، أي: الزَّوج.

عِبادَ اللهِ:

لا تكونوا مِمَّن أفسدَتْ برامجُ التواصلِ الاجتماعيِّ دِينَهُم، فأصبَحتْ عندَهُم مرْتَعًا لِرُؤيَةِ الفسادِ، وفِعلِ ما لا يَحِلُ، ونشْرِ الحرامِ، والطعنِ في الحُكَّامِ، والتحريضِ عليهِم، وتشويهِ صُورةِ بُلدانِهِم، وغِشِ الناسِ في دعاياتِهِم للبضائعِ والأماكنِ، وقد قالَ اللهُ تعالى مُرَهِّبًا: { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا }، وقالَ سبحانَه مُتوعِّدًا ومُهدِّدًا: { إِنَّ رَبَّكَ لَبِل الْمِرْصَادِ }.

عِبادَ اللهِ:

تُوبوا إلى اللهِ مِن جميعِ الذُّنوبِ مِن شِركياتٍ وبدعٍ، وكبارِ وصِغارِ المعاصِي، قبلَ ساعةِ السِّياقِ، وبُلوغِ الرُّوحِ التراقِي، إذِ الموتُ لا يَخُصُّ صغيرًا ولا شابًّا ولا مُسِنًّا، وقد قالَ ربُّكُم في ترغيبِهِ لكُم وترهيبِهِ: { فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ }، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ: تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ )).

واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمد.

الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر.

الحمدُ للهِ الخالقِ وما سِواهُ مَخلوقٌ، وصلاتُهُ وسلامُهُ على الرُّسلِ الكِرام.

أمَّا بعدُ، فيَا عِبادَ اللهِ:

إنَّ الأضحيةَ بالإبلِ والبقرِ والجامُوسِ والضَّأنِ والمَعْزِ، ذُكورًا وإناثًا، كِباشًا ونِعاجًا، تُيوسًا ومَعْزًا، لَمِن أعظمِ شعائِر الإسلام، وهيَ النُّسُكُ العامُّ في جميع البُلدانِ، وقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم:(( ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ ))، ولم يأتِ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ ترْكَ الأضحيةَ قطُّ، فلا يَنبغِي لِقادرٍ عليها تَرْكُها.

واعلَموا: أنَّ تخصيصَ يومَ العيدِ بزيارةِ القبورِ بعدَ صلاتِهِ مُباشَرةً، لم يُنقلْ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولا عن صحابتِهِ، ولا مَن بعدَهُم، ولا ذكرَهُ واستحسَنَهُ أئمةُ المذاهبِ الأربعةِ وتلامذتُهم في كُتبِهِم.

واعلموا أيضًا: إنَّ التهنئةَ بالعيدِ قد جَرَى عليها عملُ الصحابةِ ــ رضيَ اللهُ عنهُم ــ، فقد ثبتَ: (( أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانوا إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ» )).

واعلموا أيضًا: أنَّ السُّنَّةَ لِمَن خرجَ إلى صلاةِ العيدِ مِن طريقٍ أنْ يَرجعَ إلى مكانِهِ مِن طريقٍ آخَر، لِمَا صحَّ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم: (( كَانَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ )).

واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللُهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمد.

اللهمَّ إِنَّا نسألُكَ عِيشَةً نَقِيَّةً، ومِيتَةً سَوِيَّةً، ومَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ وَلَا فَاضِح، اللهمَّ آتِ نُفوسَنا تقواها، وزَكِّها أنتَ خيرُ مَن زكَّاها، أنتَ ولِيُّها ومولَاها، اللهمَّ إِنَّا نعوذُ بِكَ مِن علمٍ لا يَنفع، وقلبٍ لا يَخشع، ونَفْسٍ لا تَشبَع، ودعوةٍ لا يُستجابُ لهَا، اللهمَّ اهدِنا لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدِي لأحسنِها إلا أنت، واصرِفْ عنَّا سيِّئَها لا يَصرِفُ عنَّا سيِّئَها إلا أنت، اللهمَّ وفِّقْ ولاةَ أُمورِ المسلمينَ لِمَرَاضِيكَ، وأزِلْ بِهمُ الشِّركَ والبدعَ والآثامَ والفسادَ، واجعلنَا لكَ ذاكرينَ، ولكَ شاكرينَ، وإليكَ أوَّاهينَ مُنِيبينَ، إنَّك سميعُ الدُّعاء، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُم.