إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > الفتاوى > السؤال رقم (3): عن حكم الحلف بصفات الله – عزَّ وجلَّ -.

السؤال رقم (3): عن حكم الحلف بصفات الله – عزَّ وجلَّ -.

  • 22 سبتمبر 2017
  • 3٬447
  • إدارة الموقع

السؤال:

هل يجوز الحلف بصفات الله تعالى.

الجواب:

الحلف بصفات الله سبحانه جائز بالنص والإجماع.

ويمين المسلم الموحد إذا نطق بها تكون بثلاثة أمور:

الأول: تكون بالله تعالى.

ومن أمثلة ذلك:

أن يقول الحالف: والله لأسافرن اليوم أو بالله عليك أن تخبرني أو تالله لأفعلن كذا وكذا، أو وربي أو ورب الكعبة أو ورب السماء والأرض.

الثاني: تكون بأسماء الله تعالى.

ومن أمثلة ذلك:

أن يقول الحالف: والرحمن أو والخالق أو والجبار أو والرازق أني لم أفعل كذا.

الثالث: تكون بصفات الله تعالى.

ومن أمثلة ذلك:

أن يقول الحالف: وعزة الله أو وقدرة الله أو ورحمة الله أو وعظمة ربي، ونحو ذلك.

وإذا حلف الإنسان بصفة مِن صفات الله ـ جلَّ وعلا ـ فإنه لا يجوز أن يقول: والعزة أو الرحمة أو القدرة مجردة عن اسم الله تعالى، بل يضيفها إلى اسم الله تعالى فيقول: وعزة الله أو وعظمة الخالق أو وقدرة ربي، ونحو ذلك.

وهذا إبليس المخذول يقسم بصفة العزة لله تعالى كما في سورة ص فيقول:

{ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }.

وهذا آخر أهل النار دخولاً الجنة يقسم بصفة العزة بين يدي ربه عز وجل، فيقول:

(( أَيْ رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنْ النَّارِ فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا فَيَدْعُو اللَّهَ بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ )) أخرجه البخاري مِن حديث أبي هريرة.

وقال الحافظ ابن عبد البَرِّ  المالكي ـ رحمه الله ـ في كتابه “التمهيد”:

فالذي أجمع عليه أهل العلم في هذا الباب هو أنه مَن حلف بالله أو باسم مِن أسماء الله أو بصفة مِن صفاته أو بالقرآن أو بشيء منه فحنث فعليه كفارة يمين.اهـ

وقال ابن هبيرة  الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه “الإفصاح”:

واتفقوا على أن اليمين بالله منعقدة، وبجميع أسمائه الحسنى كالرحمن والرحيم والحي وغيرها، وبجميع صفات ذاته سبحانه كعزة الله وجلاله، إلا أبا حنيفة فإنه استثني علمَ الله فلم يره يمينًا.اهـ

وظاهر كلام أهل العلم جوازها بكل صفة ثابتة لله دون تفريق بينها.

وهو ظاهر كلام  الأئمة: الألباني، وابن باز، والفوزان.

والدعاء بالصفة بمعنى التوسل بها جائز كقول النبي: (( يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ )).(( أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك )).(( أعوذ بكلمات الله التامات )).(( أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك )).

ودعاء الصفة لا يجوز كقول: يا رحمة الله ارحميني، يا بصر الله اغفر لي.

وذكره العلامة ابن باز – رحمه الله – قولًا واحدا لأهل السُّنة.

ونقل الإمام ابن تيمية – رحمه الله- الإجماع على أن دعاء الصفة كُفر.

فقال في كتابه “الرد على البكري”:

إنَّ مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماتِه جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث، وأمَّا دعاء صفاته وكلماته فكفر باتِّفاق المسلمين.اهـ