إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > البدع > خطبة مكتوبة بعنوان: ” فضل صيام شهر الله المحرم ومسائل تتعلق بآخر العام ويوم عاشوراء “. ــ ملف [word – pdf] مع نسخة الموقع.

خطبة مكتوبة بعنوان: ” فضل صيام شهر الله المحرم ومسائل تتعلق بآخر العام ويوم عاشوراء “. ــ ملف [word – pdf] مع نسخة الموقع.

  • 20 يوليو 2023
  • 1٬970
  • إدارة الموقع

فضل صيام شهر الله المحرم ومسائل تتعلق بآخر العام ويوم عاشوراء

الخطبة الأولى: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ مُنشِئِ الأيَّامِ والشهور، ومُفنِي الأعوامِ والدُّهور، والصلاةُ والسلامُ على عبدِهِ ورسولِهِ محمدٍ الذي جعلَ الله شانئَه مِن الناسِ مَبتُور، ورضِي عن آلِ بيتِهِ وأزواجِهِ وأصحابِهِ وكلِّ مُعتزٍّ بإسلامِهِ فخُور.

أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمون:

فاتقوا اللهَ ــ جلَّ وعلا ــ بالعملِ بما أمَرَ، والتَّركِ لِمَا نَهَى عنهُ وزَجَرَ، ومُعاملةِ الناسِ بالحقِّ والعدلِ والرَّحمةِ والرِّفقِ واللِّين، ومُجانبَةِ الظُّلمِ والبَغْيِ والعُدوانِ والجَورِ في الخُصومات، ونَبْذِ الفتنِ والفُرْقَةِ والاختلافِ والأهواءِ والبِدَعِ المُضِلَّة، ولُزومِ التوحيدِ والسُّنةِ والجماعةِ والطاعةِ، واجتنابِ الشِّركِ صغيرِهِ وكبيرِهِ، والسَّعْيِّ في الأُلْفَةِ والتآلفِ على الحقِّ والهُدى، ومُحاسبةِ النَّفسِ قبلَ أنْ تُحاسَب، فقد قال ربُّكم ــ عزَّ وجلَّ ــ آمِرًا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.

وتَبَصَّروا في هذه الأيَّامِ والشهورِ والأعوامِ، وكيف تَصرَّمَتْ يومًا بعدَ يوم، وذهبَتْ مِن حياتِنا إلى غيرِ رجْعةٍ، ونحنُ لا نَزالُ في غفلةٍ كبيرةٍ عن الآخِرة، وتنافسٍ شديدٍ على الدُّنيا العاجِلةِ، وضَعفٍ في الإقبالِ على اللهِ والإنابةِ إليه، وتسويفٍ في التوبةِ، وتقصيرٍ في الأعمالِ الصالحة، وتقليلٍ مِن الحسناتِ الزَّاكية، وإكثارٍ للسيئاتِ المُهلِكةِ، مع أنَّ أمامَنا يومُ حصادِ الأعمال، يومُ الحسابِ والجزاءِ، فَفَرِحٌ مسرُورُ مُنعَّمٌ، أو مُعَذَّبٌ مقهورٌ هالِك: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا }.{ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }.

أيُّها المسلمون:

لقد دخلتُم في شهرِ اللهِ المُحرَّمِ، أحَدِ الأشهُرِ الأربعةِ الحُرُمِ، شهرٌ شرَّفَهُ اللهُ وفضَّلَهُ، وأضافَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى اللهِ وعظَّمَه، فاستَدركِوا فيه ما وقعَ مِن تقصيرٍ فيما مِضَى مِن العُمُرِ بالإكثارِ مِن الصيامِ فيه، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ ))، بل إنَّ صيامَ يومِ العاشرِ مِنهُ يُكفِّرُ ذُنوبَ سَنةْ كاملة، حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ )).

واحْذَروا أنْ تظلِموا فيه أنفسَكُم وفي باقِي الأشهُرِ الحُرُمِ بالشِّركياتِ والبدعِ والمعاصي مِن الكبائِرِ والصغائِرِ، فقد زجرَكم ربُّكُم عن ذلك، فقالَ سبحانَه: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }، إذِ السيئاتُ مِن شركياتٍ وبدعٍ ومعاصي تَعْظُمُ وتَتغلَّظُ إنْ فُعِلَتْ في زمانٍ فاضلٍ كالأشهرِ الحُرُمِ ورمضان، أو مكانٍ فاضلٍ كمكةَ والمساجد، وقد صحَّ عن قتادةَ ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( إِنَّ الظُّلْمَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهُ )).

أيُّها المسلمون:

إنَّ هِجرَةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِن مكةَ إلى المدينةِ لم تكن في شهرِ اللهِ المُحرِّمِ، بل كانتْ في شهرِ رَبيعٍ الأوَّلِ، وهذا القولُ هو المشهورُ والمُقرِّرُ في كُتب التاريخ والسِّيَر، وفي قولٍ آخَرٍ ضعيفٍ: أنَّها كانت في شهرِ صَفَر.

ولمَّا احتاجَ الصحابةُ ــ رضيَ اللهُ عنهُم ــ إلى تأريخِ كُتبِهم وعُقودِهِم ومُعاملاتِهمِ ومُعاهَداتِهِم اجتمعوا وتشاوروا في زَمَنِ عمرَ بنِ الخطابِ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ ثمَّ اختاروا سَنةَ الهجرَةِ لِتكونَ أوَّلَ السِّنينَ الإسلاميةِ، وشهرَ اللهِ المُحرَّمِ لِيكونَ أوَّلَ شهرٍ في السَّنةِ الهجريَّة.

أيُّها المسلمون:

إنَّ المُحتفِلَ بذِكرَى الهجرةِ النَّبويةِ لا يَسيرُ على سُنَّةِ النبيِّ ﷺ، ولا على طريقِ الصحابةِ، والتابعينَ، وأتباعِهم، ولا طريقِ الأئمةِ الأربعةِ، وتلامذتِهم، ومَن في أزمنتِهم، وليسَ بمُتشبِّهٍ بِهِم، لأنَّهم لم يَحتفِلوا، ولا دعوا الناسَ إلى الاحتفالِ، ولا عُرِفَ في أزمِنَتِهم، بل هوَ مُقلِّدٌ لِهؤلاءِ:

أولًا- لِغيرِ المسلمينَ، فهُم مَن جرَتْ عادتُهم على الاحتفالِ بالحوادثِ والوقائعِ وتغيُّراتِ الأحوال.

وثانيًا – للباطنيةِ الشِّيعةِ الرَّوافِضِ الخوارِجِ، فقد ذَكرَ مُؤرِّخُ مِصْرَ المَقرِيزِيُّ أنَّ الاحتفالَ برأسِ السَّنةِ الهجريةِ كان مِن جُملةِ احتفالاتِ دولَتِهِم الفاطِميَّةِ العُبيدِيَّة.

وقد حذَّرَنا النبيُّ ﷺ مِن التشبُّه بجميعِ أهلِ الضَّلالِ، فثبَتَ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال مُرهِّبًا: (( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ )).

أيُّها المسلمون:

إنَّ مِن البِدَعِ المُحرَّمَةِ في شريعةِ الإسلامِ: تخصيصَ وتمييزَ آخِرِ أو أوَّلِ جُمعةٍ مِن العامِ بمزيدٍ مِن العبادات على باقي الأيامِ، أو تخصيصَ وتمييزَ آخِرِ يومٍ مِن العامِ أو أوَّلِ يومٍ مِنهُ بدعاءٍ أسْمَوهُ دعاءَ آخِرِ العامِ أو دعاءَ أوَّلِ السَّنة، يُدعَى بِهِ في آخِرِ سجدةٍ أو بعدَ الركوعِ مِن آخِرِ صلاةٍ في العامِ المُنتَهِي أو أوَّلِ صلاةٍ في العامِ الجديدِ، وقد يُدعَى بِهِ في أماكنِ الاحتفالِ بِذِكْرى الهجرةِ أو يَتناقلُهُ ويَنشُرُهُ الجاهلونَ بدِينِ اللهِ عبْرَ مواقعِ الإنترنت، وبرامجِ التواصلِ الاجتماعيِّ المُتعدِّدةِ في الهواتف.

وهذا التخصيصُ: مُحرَّمٌ وضَلالٌ بيِّن، لأنَّه لم يأتِ في القرآنِ، ولا في السُّنةِ النبَّويةِ، ولم يَفعلْه الصحابةُ، ولا مَن بعدَهُم، ولا قرَّرَهُ أئمَّةُ المذاهبِ الأربعةِ وتلامذَتُهم، ومَن في أزمِنتِهم مِن أئمِّةِ الفقهِ والحديث، وإرسالُ الرَّسائلِ في الدعوةِ إليهِ ومِن إشاعةِ الحرامِ بينَ الناس، وتَلْحَقُ المُرسِلَ آثامُ مَن عمِلَ بما أرسَل، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ )).

ويومُ الجُمعةِ يومٌ فاضِلٌ، ويومُ عيدٍ للمسلمين، ومع ذلكَ نهَتِ الشريعةُ عن تخصيصهِ بشيءِ لم يأتِ عنها وفيها، فصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ )).

أيُّها المسلمون:

إنَّه لا علاقةَ بين صومِ يومِ عاشوراء ومَقتلِ الحسينِ بنِ عليِّ بن أبي طالبٍ ــ رضي الله عنهما ــ، لأنَّ صومَ واسْمَ يومِ عاشوراء كان معروفًا مِن وقتِ الجاهليةِ، قبْلَ مبْعَثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ونَصومُهُ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم شَرَعَ لَنَا صيامَهُ، ولو لم يَشْرَعْهُ في سُنَّتِّهِ لَمَا صُمناه، لأنَّ العباداتِ لا تُتلقَّى إلا مِنهُ صلى الله عليه وسلم، ولا تُؤخذُ إلا عنهُ، وقد صحَّ عن عائشةَ ــ رضيَ اللهُ عنها ــ أنَّها قالت: (( كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ )).

وقد حِرصَتْ شريعةُ الإسلامِ على تَمايُزِ المسلمِ عن الكافرِ في أحوالهِ وأقوالهِ وأفعالهِ، فدَعتْهُ إلى مُخالفةِ اليهودِ في الصيامِ، باستحبابِ صيامِ يومِ التاسعِ مع العاشرِ مِن شهرِ اللهِ المُحرَّمِ، ولِهذا لمَّا أُخْبِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ اليهودَ تصومُ اليومَ العاشرَ فقط، قالَ كما صحَّ عنهُ صلى الله عليه وسلم: (( فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ))، وصحَّ عن ابنِ عباسٍ ــ رضيَ اللهُ عنهما ــ أنَّه قال: (( خَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ ))، ونحنُ اليومَ ــ وللأسَفِ الشديدِ ــ نَرَى أمرًا سيِّئًا جدًّا مِن جُموعٍ غفيرةٍ مِن المسلمين في شتَّى الأقطار، نَرى مسارَعتَهُم إلى مُشابهةِ الكفارِ في أقوالهم، وأفعالِهم، ولباسِهم، وأعيادِهم، وعباداتِهم، وعاداتِهم، وغيرِ ذلكَ مِن أمورهم، نَراهُ في الصِّغارِ والشبابِ والكِبارِ، وفي الذُّكورِ والإناث.

وسبحانَ اللهِ عددَ خلْقِه، ورِضَا نفسِه، وزِنَة عرشِه، ومِدادَ كلماتِه.

الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ العليِّ الأعلى، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه صاحبُ الشفاعةِ العُظمى.

أمَّا بعد، أيُّها المسلمون:

فإنَّ بعضَ الناسِ في آخِرِ السَّنةِ يَتناقلونَ عبْرَ رسائلِ الجوَّالِ، وبرامجِ التواصُلِ الاجتماعيِّ ومواقعِ الإنترنت رسالةً فيها هذا القولُ: «احرِصْ على أنْ تُطوَى صحيفةُ أعمالِكَ آخِرَ السَّنةِ: باستغفارٍ وتوبةٍ وعملٍ صالح».

وهذهِ الرِّسالةُ مِمَّا يَحرُمُ إرسَالُهُ ونَشرُهُ بينَ الناس، لأمورٍ ثلاثة:

الأمرُ الأوَّلُ: أنَّ هذهِ الرَّسالةَ دعوةٌ مِن غيرِ القرآنِ وأحاديثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأقوالِ الصحابةِ إلى تخصيصِ وتمييزِ آخِرِ العامِ بشيءٍ مِن العبادات، وهذا مُحرَّمٌ شرعًا، ولا يُعرفُ مِثلهُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابِه، ولا مَن بعدَهم مِن سَلفِ الأُمَّة الصالحِ وأئمَّةِ الفقهِ والحديث، والمُرسِلُ لِهذهِ الرِّسالةِ داخلٌ في قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّحيحِ: (( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ )).

الأمر الثاني: أنَّ القولَ بأنَّ صحائِفَ الأعمالِ تُطوَى في آخِر كلِّ عامٍ قولٌ على اللهِ بغيرِ عِلمٍ، وذلكَ مِن كبائر الذُّنوب، إذ لا دليلَ عليهِ مِن القرآنِ أو صحيحِ السُّنةِ النَّبويةِ، أو آثارِ الصحابةِ الثابتة، ثُمَّ إنْ كُنتَ تَعقِلُ أيُّها المُرسِلُ: فالتأريخُ الهِجريُّ لم يُوضَع إلا في عهدِ عمرَ ــ رضي الله عنه ــ، فيا تُرَى متى كانت تُطوَى صَحائِفُ أعمالِ مَن كان قبلَ وضْعِ هذا التأريخ؟

الأمر الثالث: أنَّ المنقولَ عن العلماءِ هوَ: أنَّ صحائِفَ أعمالِ العبدِ تُطوى بالموت، ولا تَزالُ صحيفةُ العبدِ يُكتبُ فيها ما عمِلَ مِن خيرٍ أو شرٍّ حتى يَنتهيَ أجَلُهُ بالموت، وقد قالَ الإمامُ ابنُ القيِّمِ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «وإذا انقضَى الأجَلُ رُفِعَ عملُ العُمُرِ كلِّه، وطُويَت صحيفةُ العمل».

هذا وأسألُ اللهَ: أنْ يُجنِّبنا الشِّركَ والبِدع والمعاصي، وأنْ يَرزقَنا لُزومَ التوحيدِ والسُّنة إلى الممات، اللهمَّ طهِّر أقوالَنا وأقلامَنا وأسماعَنا وجوارِحَنا وهواتِفَنا عن كلِّ إثْمٍ ودعوةٍ إليه، اللهمَّ ثبِّتنا في الحياةِ على طاعتك، وعندَ المماتِ على قولِ لا إله إلا الله، وفي القبورِ عندَ سؤالِ مُنكرٍ ونَكير، اللهمَّ ليِّن قلوبَنا قبل أنْ يُليِّنَها الموت، واجعلها خاشعةً لِذِكرِكَ وما نَزلَ مِن الحق، إنَّكَ سميعُ الدعاء، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُم.