إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > الخطب المكتوبة > خطبة مكتوبة بعنوان: ” فضل عمارة المساجد وإعمارها بفعل الصالحات وترك الخطيئات في رمضان ” ملف [word] مع نسخة الموقع.

خطبة مكتوبة بعنوان: ” فضل عمارة المساجد وإعمارها بفعل الصالحات وترك الخطيئات في رمضان ” ملف [word] مع نسخة الموقع.

  • 23 مارس 2023
  • 5٬421
  • إدارة الموقع

فضل عمارة المساجد وإعمارها بفعل الصالحات وترك الخطيئات في رمضان

الخطبة الأولى: ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ الجوادِ الكريم، المَانِّ على عبادِهِ بمواسمِ الخيرات، وأوقاتِ زيادةِ الحسنات، وأزمِنةِ تكفيرِ السِّيئات، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ على عبدِهِ ورسولِهِ محمدٍ الصادقِ الأمين، أتقانا للهِ ربِّنا، ورضيَ اللهُ عن آلِهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ، وعنَّا معَهُم، إلى يومِ الحشرِ والجزاء.

أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمون:

فإنَّ أحبَّ البِقاعِ في الأرضِ إلى اللهِ ــ جلَّ وعلا ــ المساجد، لِمَا صحَّ أنَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا )).

وإنَّما كانتِ المساجدُ أحبَّ البقاعِ إلى اللهِ سبحانَهُ: لأنَّها أُسِّسَتْ على التقوى، وخُصِّصَت لِعبادةِ اللهِ وحدَه، وإقامَةِ ذِكرِه، وفيها يَجتمعُ المؤمنونَ لِطاعةِ ربِّهم، وإظهارِ شعائِرِ دِينِه، وتحضُرُهُم فيها الملائكةُ، وهيَ مدارسُ العلمِ والفقهِ، ومَحاضِنُ التربيةِ، وأماكنُ الترغيبِ في الدارِ الآخرةِ، والعملِ لَهَا، وموضعُ انشراحِ الصَّدرِ وطُمأنِنَةِ القلبِ بِذكرِ اللهِ ومُناجاتِهِ ودعائِهِ واستغفارِهِ وتلاوةِ كتابِهِ القرآن، وتذاكُرِ سُنَّةِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم، والمركزُ الأساسُ في الدعوةِ إلى ائتلافِ المؤمنينَ وتعاطُفِهِم وتراحُمِهم الأكبر، وتطبيقِهِ العمليِّ على الأرض، وبِها الأمْنُ والسلامةُ العُظمى مِن أذيَّةِ وشُرورِ النفسِ والغيرِ القوليةِ والفعليةِ.

وأمَّا الأسواقُ، فكانتْ أبغضَ البِقاعِ إلى اللهِ تعالى: لأنَّها أماكِنُ الغِشِّ، والخِداعِ، والرِّبا، والأَيمانِ الكاذبةِ، وإخلافِ الوعدِ، والسِّلَعِ المُحرَّمة، والإعراضِ عن ذِكرِ اللهِ والصلاةِ، وكثرةِ الفسادِ والإفسادِ، والتَّبرُّجِ والسُّفور، والتَّزاحُمِ على الدُّنيا، والتنافسِ على ملَذَّاتِها.

وقد قالَ اللهُ ــ عزَّ وجلَّ ــ مُعظِّمًا شأنِ المساجدِ، ومُشيدًا بعُمّاَرِها بالعباداتِ المُتنوِّعةِ: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }.

وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال مُبيِّنًا فضلَ إعمارِ المساجدِ بالعلمِ والتعليمِ والتدارسِ للقرآنِ: (( مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ )).

وتوعَّدَ اللهُ ــ تبارَكَ وتقدَّس ــ مَن تسبَّب في منْعِ عبادتِهِ وذِكرهِ في المساجدِ، وسَعَى في خرَابِها الحِسِّيِّ والمَعنَوِيِّ، فقال سبحانَه: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.

والخَرابُ الحِسِّيُّ لَهَا يكونُ: بهدمِها، وتقذِيرِها بالنجاساتِ والأوساخِ، وتضييقِ أماكنِ الصلاةِ فيها على الناسِ بشغلِها بما لا يَحِل، وأذِيَّتِهم فيها بالشِّركياتِ والبدع.

والخَرابُ المَعنويُّ لَهَا يكونُ: بمنعِ الذَّاكِرينَ لاسمِ اللهِ فيها، ومنعِ عُمَّارِها مِن عبادَةِ ربِّهم بداخِلها، ويَحصلُ ذلكَ بإغلاقِهِا، ونَشرِ الخوفِ والإرهابِ والتعدِّي الذي يَمنعُ الناسَ مِن الخروجِ إليها عند الدَّعوةِ بالأذانِ إلى شُهودِ الصلاةِ جُمعةً وجماعةً وكُسوفًا واستسقاءً فيها.

وقد أبانّ اللهُ ــ جلَّ وعلا ــ أنَّهُ لا يَعمُرُ المساجدَ إلا أهلُ الإيمانِ بِه، فقال ــ تباركَ اسمُه ــ: { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ }.

ونَهَى اللهُ ــ جلَّ وعزَّ ــ أنْ يُعبدَ معَهُ أحدٌ في المساجدِ، ولا في غيرِها مِن الأماكنِ، لا ملَكًا مُقرَّبًا، ولا نبيًّا مُرسَلًا، ولا وليًّا صالحًا، لا بعبادةِ دعاءٍ ولا بغيرِها مِن العبادات، فقال سبحانه: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }.

ولقد خالَفَتْ الشِّيعةُ الرَّافِضةُ وغُلاةُ الصُّوفيةِ هذا، فجعلوا المساجدَ أماكنَ لِعبادةِ أئِمَّتِهم فيها، حيثُ بَنوا على قبورِهِم المساجد، ودفنُوهُم في المساجد، فأصبَحوا يدعونَهُم فيها معَ الله، ويَحلِفونَ بِهِم، ويَزحفونَ إلى قبورِهم ساجدين، ويَتمسَّحونَ بقُبورِهم وأعمدتِها طلبًا للبَرَكةِ مِنهم، تقليدًا مِنهم لليهودِ والنَّصارى، ومُتباعَةً لهُم، وقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ قبلَ موتِهِ بليالٍ زاجِرًا أمَّتَهُ عن ذلك: (( أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ )).

وصحَّ أنَّه ذُكِر لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كنيسةٌ بالحبشةِ فيها تصاوير، فقالَ صلى الله عليه وسلم: (( إِنَّ أُولَئِك إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِك شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )).

وثبت أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَمَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ )).

أيُّها المسلمون:

اتقوا اللهَ ــ جلَّ وعلا ــ في بيوتِهِ وأماكنِ عبادتِهِ المساجد، لاسيَّما في شهرِ رمضانَ، بتَجنِيبِها الشِّركياتِ والبِدَع، وإبعادِها عن المعاصي والمَكروهات، وإعمارها بطاعةِ اللهِ وعبادتِهِ وإقامةِ ذِكرِه، وتلاوةِ القرآنِ، وجنِّبوهَا الأذَى والقذَرَ، ورفعَ الأصواتِ، والشِّجارَ والخُصومات.

واعلموا ــ سدَّدَكُمُ اللهُ ــ: أنَّه قد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً )).

وصحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: (( ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ــ وذَكرَ مِنهم ــ: رَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ )).

وصحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ )).

وصحَّ أنَّه: (( جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ, فَقَالَ لَهُ: «اجْلِسْ, فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ» ))، أي: اجلسْ وتوقَّفْ عن المَشيِ، فقد جمَعْتَ بينَ التأخُّرِ عن الخُطبةِ، وبينَ أذِيَّةِ المُبكِّرينَ للجُمعة بتخطِّي رقابِهم برجليك.

واعلموا أيضًا: أنَّ في بناءِ المساجدِ فضلًا عظيمًا، وأجْرًا كبيرًا، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ))، ومَفْحَصُ القَطَاةِ هو: الموضِعُ الصغيرُ الذي يَجثُوا فيهِ طائرُ القَطَاةِ على بيضِه.

نفعَنيَ اللهُ وإياكُم بهذا التذكيرِ، والحمدُ للهِ على كلِّ حال.

الخطبة الثانية: ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ المَلِكِ الأعلَى، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ عالِمُ السِّرِ والنَّجوى، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ الأتقَى، ورضِي اللهُ عن آلِهِ وصحبِهِ أئمَّةِ الهُدى.

أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمون:

فهَا قد دخلتُم في شهرِ رمضان، شهرٌ جَعلَ اللهُ صيامَه أحدَ أركانِ دِينِهِ الإسلام، شهرٌ نَزَلَ فيه القرآن، شهرٌ فيه تُصَفَّدُ الشياطينُ، وتُفَتَّح أبوابُ الجِنان، وتُغَلَّقُ أبوابُ النِّيران، فاحرِصوا شديدًا على أنْ تكونوا مِمَّن يُحقِّق الغرَضَ مِن صيامه، ألا وهو تقوى اللهِ سبحانَه، ألا وهو أنْ يَزجُرَكُم الصيامُ ويُبعِدَكُم عن معصيةِ ربِّكم، ويَدفَعَكُم ويُقويَّكُم على العبادة، ويَجعلَكُم معها في ازديادٍ وإحسانٍ وخُشوع، طاعةً لربِّكم سبحانَهُ القائلُ والآمِرُ حمةً بِكُم، وإكرامًا لكُم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.

واعلموا ــ سدَّدكمُ اللهُ ــ: أنَّ الصُّوامَ بترْكِ الطعامِ والشَّرابِ والجِماعِ وباقِي المُفطِّراتِ لكُثُرٌ جدًا، وهوَ سَهلٌ عليهم، وقد ثبتَ عن عددٍ مِن تلامذةِ الصحابةِ ــ رضي الله عنهم ــ أنَّهم قالوا:(( إِنَّ أَهْوَنَ الصَّوْمِ تَرْكُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ )).

إلا أنَّ الصائمَ المُسدَّدَ هو: مَن صامَتْ جوارحُهُ عن الآثام، ولِسانُهُ عن كلِّ قولٍ مُحرَّم، وبطنُهُ عن الطعام والشراب، وفرْجُه عن الجِماعِ والاستمناءِ والفُجور، وعَينُه عن النظرِ إلى المُحرَّماتِ، وكسْبُهُ وإنفاقُهُ عن المالِ الحرام.

وكما أنَّ الطعامَ والشَّرابَ يَقطعانِ الصيامَ ويُفسِدانِه، فكذلك الآثام تَقطعُ ثوابَه، وتُفسِدُ ثمرَتَه، حتى تُصَيِّرَ صاحبَهُ بمنزلةِ مَن لم يَصُم.

وقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ))، والمُرادُ بالزُّورِ: جميعُ الكلامِ المُحرَّمِ.

وثبتَ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ )).

واعلموا أيضًا: أنَّ مِن أعظمِ ما يُعينُ على تقوى اللهِ، وعبادتِهِ، وتلاوةِ القرآنِ، وحفظِ الصيامِ عن مُفسداتِهِ ومُنقِصاتِ أجْرِهِ، كثرةَ الجلوسِ في بيوتِ اللهِ المساجدِ، وقد صحَّ: (( أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ــ رضي الله عنه ــ وَأَصْحَابَهُ كَانُوا إِذَا صَامُوا قَعَدُوا فِي الْمَسْجِدِ وَقَالُوا: نُطَهِّرُ صِيَامَنَا )).

جعلَنِي اللهُ وإيَّاكم: مِمَّن إذا ذُكِّرَ ادَّكَر، وإذا وعِظَ اعتبَر، وإذا أُعطِيَ شَكَر، وإذا ابتُلِيَ صبَر، وإذا أذنَبَ استغفَر، ربِّ اغفرْ وارْحم إنَّكَ أنتَ الأعَزُّ الأكرَم، اللهمَّ ارزُقنَا مِن خيراتِ بِرَّكَ وإحسانِك، وأدخِلنا في زُمرةِ أحبابِكَ المَخصُوصِينَ بِمَنِّكَ وأمانِك، واجعلْنا مِمَّن يكونُ في القبورِ وعندَ القيامةِ مُنعَّمًا مسْرورًا، اللهمَّ اجعلنا مِمَّن يصومُ رمضانَ ويقومُ ليلَهُ إيمانًا واحتسابًا فتَغفِرَ لهُ ما تقدَّمَ مِن ذِنْبِهِ إنَّكَ سميعُ الدُّعاءِ، واسعُ الفضلِ والعطاء، وأقولُ هذا، وأستغفِرُ اللهَ لِي ولكُم.