السؤال:
كيف نفرق بين الأولاد إذا ناموا؟
الجواب:
مَن وجد السَّعة في الرزق فليحرص على أن يكون الذكور مِن أولاده في غرفة تخصهم، والإناث في غرفة أخرى تخصهن.
وليجعل لكل ذكر أو أنثى في هذه الغرف سريرًا أو فراشًا مستقلًا يخصه، وكل واحد ممن في الغرفة يكون في جهة.
لأن هذا أدفع للشر، وأبعد عن الفتن، وأحسن وأسلم، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما يقوي هذا الباب، فثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ )).
والمضاجع هي:
المراقد التي ينامون عليها.
ولأننا وللأسف قد أصبحنا في عصر يَرى فيه الصغير وترى الصغيرة ممن بدأ يُميِّز أمور الشهوة مِن تقبيل وضم وتعرٍّ وجماع بكل سهولة، يرونه في كل وقت، ويرونه في الفضائيات، وفي اللابتوب والكمبيوتر، وفي الهاتف الجوال، وفي أفلام الرسوم المتحركة، بل قد يرونه في بعض البلدان في الطرقات وأماكن النُّزهة والمركبات، والصغير سريع التأثر والتقليد لِما يرى ويشاهد، ولو لم يعقله.
وإن لم يتيسر التفريق بينهم في الغرف لضيق الحال، فليفرَّق بينهم في أسرَّة النوم وفرشها، فيكون الذكر في سرير أو فراش مستقل يخصه، وفي جهة مِن الغرفة، وتكون الأنثى كذلك مستقلة بسرير أو فراش يخصها، وفي جهة أخرى مِن الغرفة، فإن لم يتيسر ذلك، ولا تتسع الغرفة إلا لنومهم بجوار بعض، فليكن لكل واحد منهم غطاء مستقلًا يخصه.
وإما إذا كانوا لا يزالوا صغارًا جدًا كمن لم يميِّز بعد فالأمر أوسع مِن ذلك، وسهل.
والسعيد مِن الآباء والأمهات في هذا الباب وغيره مِن الأبواب هو مَن وعِظ بغيره واعتبر، وليس مَن لا يتعظ إلا إذا حلَّ السوء بنفسه وأهله وأبنائه وبناته.
السعيد والمطمئن هو مَن ضيَّق مجاري الشر، وأغلق أبواب الفساد، وأطفأ سبل الفتن، عن نفسه، وعن زوجته، وعن أبنائه وبناته، وعن بلده ومجتمعه.