إنَّما هذه الدُّنيا مَتاع فلا تَعْظُم في القلوب
الخطبة الأولى: ـــــــــــــــــــــــ
الحمدُ للهِ الذي على العرشِ اسْتَوى، ولَهُ الأسماءُ الحُسْنَى، والصِّفاتُ العُلَى، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على النبيِّ محمدٍ صاحِبِ الخُلقِ والمَنزِلِ الأسْنَى، وعلى آلهِ وأصحابهِ أئِمَّةِ أهلِ التُّقَى، وعنَّا معَهُم يا عالِمَ السِّرِ والنَّجوى.
أمَّا بعد، فيَا أيُّها النَّاسُ:
مَن كانَ يُريدُ الحيَاةَ الطيِّبَةَ الخالِدَةَ، حياةَ النَّعيمِ الدائِمِ، والتكريمِ الذي لا يَنقطعُ، والسُّرورِ الذي لا يَدخلُهُ حَزَنٌ، فلَيسَتْ حياةُ دُنيَاهُ هذِهِ، بل حيَاةُ أُخْرَاهُ وآخِرَتِهِ، ولِهذا قالَ مُؤمنُ آلِ فرعونَ لِقومِهِ مُذكِّرًا: { يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ }، وحينَ يُجاءُ بجهنَّمَ تقودُها الملائِكَةُ بالسلاسِلِ يَتذكَّرُ الإنسانُ بعدَ فواتِ الأوانِ ما قدَّمَهُ مِن عملٍ، ويقولُ مُتحسِّرًا: { يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } أي: يا لَيتَنِي عمِلتُ صالِحًا لِحياةِ آخِرَتِي الدائِمَةِ الباقِيَةِ التي لا موتَ فيها، وقالَ اللهُ ــ تباركَ وتقدَّسَ ــ في بيانِ الفرْقِ بينَ الحَياتَينِ: { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }، وقالَ سُبحانَه: { وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا مَتَاعٌ } أي: شيءٌ حقيرٌ يُتمتَّعُ بِهِ زمَنًا قليلًا، ويَعقُبُهُ ويلًا طويلًا، وندَمًا كبيرًا.
ألَا فاتقوا اللهَ ــ عِبادَ اللهِ ــ واجعلوا هذهِ الحياةَ، حياةَ الآخِرَةِ همَّكُم ومَطلَبَكُم ومُبتغاكُم وهدَفَكُم، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ: جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ ))، ومَن كانَ كذلكَ، فهوَ صاحبُ السَّعيِّ المشكورِ، والحياةِ الطيِّبَةِ، والجزاءِ الحَسنِ الكريمِ، لِقولِ ربِّهِ سُبحانَه: { وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا }، وقولِهِ تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.
وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ في تعظيمِ حياةِ الآخِرَةِ على حياةِ الدُّنيا: (( مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ))، والسَّوطُ: ما يُضرَبُ بِهِ مِن جِلْدٍ، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( يُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ )).
والدُّنيا ليستْ عندَ اللهِ بشيءٍ، حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ ))، أي: ما الدُّنيا بالنِّسبَّةِ لِلآخِرَةِ في قِصَرِ مُدَّتِها وفنَاءِ لَذَّاتِها، وكثيرِ وكبيرِ نِعَمِها، وَدوامِ الآخِرَةِ ولذَّاتِها ونَعيمِها إلا كنِسبَةِ الماءِ الذي يَعلَقُ بالأصبَعِ بعدَ إخراجِها مِن البَحرِ إلى باقِي مائِهِ، ويزيدُ ذلكَ وضوحًا ما صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: (( يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ ))، وثبتَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ )).
أيُّها النَّاسُ:
اتقوا اللهَ تعالى بسَجْنِ أنفُسِكُم وحبْسِها عن الشَّهواتِ المُحرِّمَّةِ، واقطعوا صِلَتَكُم بدُعاتِها وأماكِنِها ومقاطِعِ وبرامجِ صوتِيَّاتِها وصُورِها وفيديُوهاتِهِا، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ))، وقدْ قالَ اللهُ سُبحانَهُ راحمًا بِكُم ومُحذِّرًا لَكُم: { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا }، وقالَ تعالى آمِرًا وناهيًا: { وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ }، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: (( مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا المُسْتَرِيحُ وَالمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: «العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ العِبَادُ وَالبِلاَدُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ» )).
أيُّها النَّاسُ:
مَن أَبَى إلا الدُّنيا ولم يَكنْ نظرُهُ إلا إلى الدُّنيا ومَلذَّاتِها، وكانَ عملُهُ لِأجلِها، فقد قالَ اللهُ سُبحانَهُ مُرهِّبًا لَهُ: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ }، وقالَ تعالى: { وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ }، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ في توَعُّدِهِ: (( مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ: فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ ))، ولَمَّا كانتِ الدُّنيا بجاهِهَا وأموالِهَا عظيمَةً في قلوبِ الكافرينَ، ومِيزانَ الحياةِ والناسِ عندَهُم، وطريقَ الرِّياسَةِ والاتِّباعِ، قالوا: { لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }، وقالوا لِلنبيِّ صلى الله عليه وسلم: { لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ } أي: مُزخرَفٍ بالذهبِ، وغيرِه.
اللهمَّ: لا تجعلْ مُصيبَتَنا في دِينِنا ولا تجعلِ الدُّنيا أكبرَ هَمِّنا ولا مَبلَغَ عِلمِنا.
الخطبة الثانية: ـــــــــــــــــــــــ
الحمدُ للهِ القهَّارُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ الجَبَّارُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ إمامُ أهلِ الجنَّةِ الأخيارِ، ورضِيَ اللهُ عنِ الآلِ والصحابَةِ الأبرار.
أمَّا بعدُ، فيَا أيُّها النَّاسُ:
اتقوا اللهَ تعالى في هذه الدُّنيا بالحَذَرِ مِن فِتنَتِها، والبُعدِ عن دُعَاةِ وأماكِنِ وبرَامِجِ فِتَنِ الشَّهوَاتِ والشُّبهَاتِ فيها، وإيَّاكُم أنْ تُلهِيَكُم عن العملِ لِلآخِرَةِ، فذاكَ بابُ الهلَكَةِ، وطُريقُ الخُسرانِ، وحياةُ النَّدامَةِ، إذْ صحَّ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ آمِرًا لَكُم: (( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( فَوَاللَّهِ: لاَ الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ )).
وتذكَّروا ما كانَ عليهِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مع الدُّنيا، لِتقتَدوا بِهِ، وتقوى أنفُسُكُم على مُتابعَتِهِ، وتَصبِروا وتُصابِروا، حيثُ ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: (( نَامَ عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقِيْلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً، فَقَالَ: «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ))، وصحَّ أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ دخلَ بيتَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثمَّ قالَ: (( فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا يَرُدُّ البَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ــ أي: جُلودٍ ــ ثَلاَثَةٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ، إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا» )).
وتذكَّروا ما كانَ عليهِ الصحابُةُ ــ رضِي اللهُ عنهُم ــ مع الدُّنيا، لِتقتَدوا بِهِم، وتلحَقوا برِكابِهِم، وتقوى أنفُسُكُم، حيثُ صحَّ أنَّ ابنَ مسعودٍ ــ رضي اللهُ عنهُ ــ قالَ لِمَن بعدَ الصحابَةِ: (( أَنْتُمْ أَطْوَلُ صَلَاةً وَأَكْثَرُ جِهَادًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ كَانُوا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْكُمْ، قَالُوا: لِمَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبَ فِي الْآخِرَةِ )).
وانزَجِرُوا عمَّا نهاكُم عنهُ ربُّكُم سُبحانَهُ، وافرَحوا بما ادَّخرَهُ لِكُم في الآخِرَةِ، حيثُ قالَ تعالى: { وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى }، إذِ حياةُ الآخِرَةِ هيَ الحياةُ الحقيقيَةُ الأبَديَّةُ الكامِلَةُ، لِقولِ اللهِ سُبحانَه: { وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }.
هذا وأسألُ اللهَ: أنْ يُباعدَ بينَنا وبين ما حرَّمَ علينا، وأنْ يُعينَنا على ذِكرِهِ وشُكرِهِ وحُسنِ عبادتِهِ، اللهمَّ: لا تُهلِكنا بذُنوبِنا وآثامِنا، ولا تُلهِنا بدُنيانا عن دِينِنا وآخِرتِنا، اللهمَّ: إنَّا نسألُكَ عِيشِةً هنيَّةً، ومِيتتَةً سوِّيَّةً، ومرَدًّا غيرَ مُخْزٍ، إنَّكَ سميعٌ مُجيبٌ، وأقولُ هذا، وأستغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم.