إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > البدع > خطبة مكتوبة بعنوان: « هدي رسول الله وأصحابه مع القبور والمقابر وسبيل المخالفين لهم ». ملف [ word – pdf ] مع نسخة الموقع.

خطبة مكتوبة بعنوان: « هدي رسول الله وأصحابه مع القبور والمقابر وسبيل المخالفين لهم ». ملف [ word – pdf ] مع نسخة الموقع.

  • 30 أكتوبر 2025
  • 1٬743
  • إدارة الموقع

هَدْي رسول الله وأصحابه مع القُبور والمَقابر وسَبيل المُخالِفين لَهم

الخطبة الأولى: ــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ الذي لَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في الخَلقِ والمُلكِ والرِّزقِ والتدبيرِ أحَدٌ مِن العالَمينَ، وأشهُد أنْ لا إلهَ إلا اللهُ كاشِفُ الشِّداتِ، وفارِجُ الكُرُبَاتِ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ الأمينُ، اللهمَّ فَصَلِّ وسلِّمْ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ.

أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمون:

فإنَّ مَن نظرَ إلى حالِ كثيرينَ جِهةَ القبورِ والمَقبورينَ فيها والمقابرِ سَيَجِدُ الاختلافَ الكبيرَ بينَها وبينَ ما جاءَ في السُنَّةِ النَّبويَّةِ القوليَّةِ والفِعليَّةِ الصَّحيحَةِ، وما نُقلَ عنِ الصحابَةِ مِن أقوالٍ وأفعالٍ ثابتَةٍ، وما قالَهُ ودوَّنَهُ العلماءُ في القُرونِ الثلاثةِ الأُولى المُفضَّلَةِ وأئمَّةُ المذاهبِ الأربعةِ.

فرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَنهَى عن البِناءِ على القُبورِ، ويُرسِلُ أصحابَهُ لِهَدْمِ ما بَنَاهُ المُشرِكونَ عليها قبلَ الإسلامِ.

والمُخالِفونَ لَهُ: يَبنونَ على القُبورِ، ويُجِوِّزُونَهُ لِلناسِ، ويُوصُونَ بالبِناءِ على قُبورِهِم بعدَ مَوتِهِم، ويَترُكونَ لِلبِناءِ مالًا، فهذا قد بَنَوا على قبرِهِ قُبَّةً أو غُرفَةً مُجمَّلَةً بالألوانِ والزَّخارِفِ والرُّخَامِ والزِّينَةِ، وهذا بَنَوا على قبرِهِ مسجِدًا، وقد صحَّ عنْ جابرٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ أنَّهُ قالَ: (( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ ))، وصحَّ عن عليٍّ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ أنَّهُ قالَ: (( أَلاَّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالًا إِلاَّ طَمَسْتَهُ، وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ ))، وقالَ قاضِي اليمنِ الشوكانيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «اتَّفَقَ الناسُ سابِقُهُم ولاحِقُهُم، وأوَّلُهُم وآخِرُهُم مِنْ لَدُنِ الصحابَةِ إلى هذا الوقتِ: أنَّ رَفْعَ القبورِ والبناءَ عليها بدعةٌ مِنَ البدعِ التي ثبتَ النَّهيُ عنها، واشتدَّ وعيدُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لِفاعِلِها»، وقالَ إمامُ أهلِ مِصَرَ الليثُ بنُ سعدٍ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «بُنيانُ القبورِ ليسَ مِن حالِ المسلمينَ، وإنَّما هوَ مِن حالِ النَّصارَى».

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَنهاهُم عنِ اتِّخاذ القُبورِ مساجدَ، وهوَ يَحصُلُ ببناءِ المساجدِ على القبورِ أو بِجَعْلِ القبورِ في المساجدِ أو جَعْلِ القبورِ أماكِنَ لِلعبادَةِ كالمساجدِ، وبيَّنَ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ مِن فِعلِ اليهودِ والنَّصارَى، ولَعَنَ فاعِلَهُ.

والمُخالِفونَ لَهُ: بَنَوا المساجِدَ على القبورِ، وقبَرُوا موتَاهُم في المساجدِ أو ساحَتِها، وأوصَوا بدَفنِهِم في المساجدِ، وجعَلوا المقابرَ أماكِنَ لِلعباداتِ الكثيرةِ كالمساجدِ، وقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ قبْلَ موتِهِ بليالٍ زاجَرًا عن ذلكَ: (( وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ ))، وصحَّ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ عنِ النَّصارَى: (( إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ))، وثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ )).

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَنهاهُم عنِ التَّزيينِ والتَّجميلِ والكتاباتِ والزَّخارِفِ بالألوانِ والنُّقوشِ والجِصِّ والحديدِ والنُّحاسِ لِلقبور، كعادَةِ اليهودِ والنَّصارَى.

والمُخالِفونَ لَهُ: جمَّلوا القُبورَ بذلكَ، وشابَهُوا الكُفَّارَ فيهِ، وقد صحَّ عن جابرٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ أنَّهُ قال: (( نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ ))، وفي زيادةٍ بإسنادٍ صحيحٍ أنَّهُ قالَ: (( أَوْ يُكْتَبَ عَلَيْهِ ))، ، وقالَ الإمامُ الشافعيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ عن قُبورِ الصحابَةِ: «لمْ أَرَ قُبورَ المُهاجِرينَ والأنصارِ مُجصَّصَةً».

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَنهاهُم عن شدِّ الرَّحْلِ سَفَرًا لِلعبادَةِ إلى غيرِ المساجدِ الثلاثةِ.

والمُخالِفونَ لَهُ: شدُّوا رِحالَهُم بالآلافِ سَفرًا إلى قبورِ مَخلوقِينَ مِثلَهُم، يتعبَّدونَ عندَها فيَدعُونَ ويَنذرُونَ ويَذبَحونُ ويُصَلُّونَ ويَعتكِفونَ ويَتصدَّقُونَ ويَستغفِرونَ ويَذكُرونَ الله ويَقرؤُونَ القرآنَ وغيرها مِنَ العباداتِ، وقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى ))، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ في تَبيينِ أنَّ القبورَ ليستْ بأماكِنَ لِلعباداتِ: (( اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاَتِكُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ))، وإنَّما جوَّزتِ الشَّريعةُ عِباداتِ قليلةِ جدًّا في المَقابرِ لِتعلُّقها بالموتِ والميِّتِ.

رَسُولُ اللِه صلى الله عليه وسلم: يَنهاهُم عن اتِّخاذِ القبورِ عِيدًا ومَوسِمًا لِلاجتماعِ والاحتفالِ، وعلى رأسِها قبرُهُ صلى الله عليه وسلم، وسُمِّيَ عِيدًا، لأنَّهُ يعودُ ويَتكرَّرُ ويَتجدَّدُ معَ الأيَّام.

والمُخالِفونَ لَهُ: اتَّخذوا القبورَعِيدًا وموسِمًا لِلاجتماعِ والاحتفالِ والطُّقوسِ والعِباداتِ في أوقاتٍ مُعيِّنَة، ومُناسباتٍ مُختلِفَةٍ، وعندَ قبورِ أشخاصٍ مُحدَّدِينَ، وبأعدادٍ قليلةٍ ومُتوَسِّطَةِ وكثيرَةٍ، وقد صحَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ زاجٍرًا: (( لَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ )).

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابُهُ والسَّلَفُ وعُلماءُ أهلِ القُرونِ الأُولَى وأئمِّةُ المذاهبِ الأربعةِ وتلاميذُهُم: لمْ يَكونوا يتمسَّحُونَ بالقبورِ باستلامِهِا بالأيدِي والجِبَاهِ والخِرَقِ وتَقبِيلِها بالأفواهِ حتى ولو كانتْ قُبورَ أنبياءٍ أو صالِحينَ.

والمُخالِفونَ لَهُ: إذا زَارُوا بعضَ القُبورَ تمسَّحُوا بِها بأيدِيِهِم وأبدَانِهِم وثِيابِهِم، وقبَّلُوهَا بأفواهِهِم، ووضَعُوا عليها جِبَاهَ سُجُودِهِم، طلبًا لِلبرَكَةِ، واستشفاءً مِنَ الأمراضِ، كما يَفعلُ أهلُ الكتابِ مِنَ اليهودِ والنَّصارَى.

وقدْ قالَ الفقيهُ مَرْعِيُ الكَرْمِيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: « تقبيلُ القبورِ والتَّمسُّحُِ بِها بدعةٌ باتِّفاقِ السَّلفِ، فيُشدَّدُ النَّكيرُ على مَن يَفعلُ ذلكَ».

وقالَ الفقيهُ المُعلِّمِيُّ اليَمانِيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «وعُلماءُ الأُمَّة سَلَفًا وخَلَفًا مُجمِعُونَ على أنَّ التَّبرُّكَ بالقبورِ بالاستلامِ والتَّمسُّحِ والتقبيلِ ووضْعِ العَينينِ ونحوِهِ كلُّهُ مُحادَّةٌ للهِ ورسولِهِ، وخُروجٌ عن سَواءِ سبيلِهِ، وعلى المَنْعِ مِن ذلكَ، وأنَّهُ مِن أفعالِ المُشركينَ».

وقالَ الفقيهُ عبدُ القادرِ الجيلانيُّ الحنبليُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «وإذا زارَ قبرًا لا يَضعُ يدَهُ عليهِ، ولا يُقبِّلُهُ، فإنَّهُ عادةُ اليهودِ».

وقالَ الفقيهُ أبو حامدٍ الغَزالِيُّ الشافعيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «فإنَّ المَسَّ لِلمَشاهِدِ ــ أيِ: لِلقبورِ ــ عادَةُ اليهودِ والنَّصارَى».

وقالَ الفقيهُ زَرُّوقُ المالكيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «مِنَ البدعَ التُّمسحُ بالقبرِ عندَ الزِّيارةِ، وهوَ مِن فِعلِ النَّصارَى».

وقالَ الفقيهُ الطحطاويُّ الحنفيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «ولا يَمسُّ القبرَ، ولا يُقبِّلُهُ، فإنَّه مِن عادَةِ أهلِ الكتابِ».

اللهمَّ: أرِنَا الحقَّ حَقًّا وارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ، وأرِنَا البَاطلَ باطِلًا وارْزُقْنَا اجْتِنابَهُ.

الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ الخلَّاقِ العليمِ، والصلاةُ والسلامُ على النَّبيينَ، والأتْبَاعِ المُؤمِنينَ.

أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمون:

فاتقوا اللهَ القائِل آمِرًا وناهِيًا ومُرَهِّبًا: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }، ثم اعلموا: أنَّ زِيارةَ القبورِ والمقابرِ كانَ منهيًّا عنْها، ثُمَّ أُذِنَ بزيارَتِها لِسبَبينِ نافعينِ.

الأوَّل: انتفاعُ الزِّائر بِتذَكُّرِ الموتِ والآخِرَةِ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ ))، والثاني: نفعُ الميِّتِ بالدُّعاء لَهُ، حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: (( كَانَ إِذَا أَتَى عَلَى الْمَقَابِرِ قَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ لَنَا وَلَكُمْ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا زَارَ مَقبرَةَ البَقِيعِ قالَ: (( اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ )).

فمَنْ زَارَ القبورَ لأجلِ هذينِ السَّبَبينِ فقدْ أقامَ السُّنَّةَ النَّبويَّةَ، وسَارَ على هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ وعُلماءِ القُرونِ الأُولى، ومَن زَارَها لِلعبادَةِ عندَها، أو الطوافِ عليها، أو دُعاءِ أهلِها بالشِّفاءِ والمَدَدِ والتفرِيجِ والشفاعةِ، أو لِلتَّبرُّكِ والتَّمسُّحِ بِها، أو لِلذَّبحِ والنَّذرِ عندَها أو لِأهلِها، أو لِلعُكوفِ عليها، أو لِلاحتفالِ بمَوالِدِ أهلِها، فقدْ خالَفَ السُّنَّة النَّبويَّةَ، وسَارَ على سَنَنِ اليهودِ والنَّصارَى والمُشرِكِينَ، وفعلَ ما هوَ شِرْكٌ أو بدعَةُ أو معصيَة.

هذا، وأسألُ اللهَ: أنْ يُحْيِيَنا ويُمِيتَنا على التوحيدِ والسُّنَّةِ والطاعَةِ والاتِّباعِ، اللهمَّ: احْقِنْ دماءَ المُسلمينَ في كلِ مكانٍ، وارْفَعْ ما نَزَلَ بِهِم مِن ضُرٍّ وبلاءٍ، اللهمَّ: وفِّقْ حُكامَ المسلمين لِلقضاءِ على الشِّركِ والبدعِ والمعاصي والإجرامِ والفسادِ والإرهابِ، اللهمَّ: اغفرْ لِلمسلمينَ والمُسلماتِ الأحياءِ مِنهُم والأمواتِ، إنَّكَ سميعُ الدُّعاءِ، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولِكُم.