شهادة الحافظ ابن كثير الشافعي بكذب وتحريف قاضي الشافعية بدمشق على الإمام ابن تيمية في مسألة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء
قال الإمام الفقيه المحدِّث المفسر أبو الفداء إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي الدمشقي الشافعي – رحمه الله – في كتابه “البداية والنهاية”(18/ 269-270):
وفي يوم الأربعاء عاشر ذي القَعدة درَّس بالحنبلية برهان الدين أحمد بن هلال الزُّرَعي الحنبلي عوضاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وحضر عنده القاضي الشافعي، وجماعة من الفقهاء.
وشَقَّ ذلك على كثير من أصحاب الشيخ تقي الدين، وكان ابن الخَطِير الحاجب قد دخل على الشيخ تقي الدين قبل هذا بيوم، فاجتمع به، وسأله عن أشياء، بأمر نائب السَّلْطَنة.
ثم يوم الخميس دخل إليه القاضي جمال الدين بن جُملة وناصر الدين مُشِدُّ الأوقاف، وسألاه عن مضمون قوله في مسألة الزيارة، فكتب ذلك في دَرِجٍ، وكتب تحته قاضي الشافعية بدمشق:
” قابلت الجواب عن هذا السؤال المكتوب على خط ابن تيمية فصحَّ ” – إلى أن قال -:
” وإنما الْمَحَزُّ جعله زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم – معصية بالإجماع مقطوعاً بها “.
فانظر الآن هذا التحريف على شيخ الاسلام، فإن جوابه على هذه المسألة ليس فيه منع زيارة قبور الأنبياء والصالحين.
وإنما فيه ذِكْر قولين في شدَّ الرِّحال، والسفر إلى مجرد زيارة القبور.
وزيارة القبور من غير شَدِّ رَحلٍ إليها مسألة، وشَدُّ الرَّحْل لمجرد الزيارة مسألة أخرى.
والشيخ لم يمنع الزيارة الخالية عن شَدِّ رَحْل، بل يَستحبُّها، ويَندُب إليها، وكتبه ومناسكه تشهد بذلك.
ولم يتعرض إلى هذه الزيارة على هذه الوجه في الفُتيا، ولا قال: إنها معصية، ولا حكى الإجماع على المنع منها، ولا هو جاهل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الْآخِرَةَ )).
والله سبحانه لا يخفى عليه شيء، ولا تخفى عليه خافية، { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }.اهـ
انتقاء:
عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد.