إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > الفقه > الإمام ابن قيم الجوزية: “من عطس فحمد الله ولم يُسمع هل يُشمَّت، ومن لم يَحمد هل يُذَكَّر”.

الإمام ابن قيم الجوزية: “من عطس فحمد الله ولم يُسمع هل يُشمَّت، ومن لم يَحمد هل يُذَكَّر”.

  • 25 يناير 2017
  • 6٬645
  • إدارة الموقع

من عطس فحمد الله ولم يُسمع هل يُشمَّت، ومن لم يَحمد هل يُذَكَّر

قال الإمام ابن قيم الجوزية – رحمه الله – في كتابه “زاد المعاد في هدي خير العباد”(2/ 403-404):

قد اختلف الناس في مسألتين:

إحداهما: أن العاطس إذا حمد الله فسمعه بعض الحاضرين دون بعض، هل يُسن لمن لم يسمعه تشمِيته؟

فيه قولان.

والأظهر: أنه يُشمِّته إذا تحقق أنه حمد الله، وليس المقصود سماع المُشمِّت للحمد، وإنما المقصود نفس حمده، فمتى تحقق ترتب عليه التشميت، كما لو كان المشمِّت أخرس ورأى حركة شفتيه بالحمد.

والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (( فإن حمد الله فشمتوه )).

هذا هو الصواب.

الثانية: إذا ترك الحمد فهل يُستحب لمن حضره أن يُذكِّره الحمد؟

قال ابن العربي: “لا يُذكِّره”، قال: “وهذا جهل من فاعله”.

وقال النووي: “أخطأ من زعم ذلك، بل يُذكِّره، وهو مروي عن إبراهيم النخعي”، قال: “وهو من باب النصيحة، والأمر بالمعروف، والتعاون على البر والتقوى”.

وظاهر السُّنَّة يقوي قول ابن العربي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُشمِّت الذي عطس، ولم يحمد الله، ولم يُذكِّره.

وهذا تعزير له، وحرمان لبركة الدعاء، لَمَّا حرم نفسه بركة الحمد، فنسي الله، فصرف قلوب المؤمنين وألسنتهم عن تشميته والدعاء له.

ولو كان تذكيره سُنَّة، لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بفعلها، وتعليمها، والإعانة عليها.انتهى.